رئيس التحرير
عصام كامل

عام الإخوان الأسود !


لقد بلغ الانفلات مداه في عهد الإخوان أو في عام الإخوان الأسود في الحكم، وسادت شريعة الغاب جراء آثار هذا العدوان، حتى وجدنا من يلغي الدولة وقوانينها، ويقوم بنفسه بتطبيق العقوبة في حق المخالفين، فرأينا من يقطعون أذن أحد المتهمين بسوء السلوك في الصعيد، ومن يقطعون يد أحد المتهمين بالسرقة في الجيزة، وبلغ التنكيل بالقانون والخارجين عليه مداه حين جرى قتل أحد المجرمين في كفر الشيخ وتقطيع جثته في مشهد لم يحدث حتى في العصور الوسطى.


لقد تعددت أشكال وألوان الانفلات في عهد الجماعة الإرهابية.. استهتار بالقانون، تحدى سلطات الدولة ورفض الانصياع لتشريعاتها، حصار للمحاكم وإرهاب للقضاة وتشكيك في أحكامهم.. الانفلات بات ظاهرة تهدد مجتمعنا بالتفسخ والفوضى إن لم نتوحد جميعا، ونصطف خلف راية الدولة لنؤازرها ونؤازر أنفسنا في الخروج من هذا النفق.. فتمدد الفوضى والانفلات بات يهدد كل شيء وحين تعجز الحكومة عن تأمين مباراة كرة قدم، وحين تصبح المبارة بابا لوقوع ضحايا وقتلى.. هنا ينبغي التوقف والبحث في جذور ومسببات الفوضى وكيف تحولت جماعات وروابط الألتراس والتي يفترض فيها تشجيع الرياضة والأندية إلى أداة مسيسة ومعول هدم للاستقرار.. خرجت من ملاعب الكرة لملاعب السياسة.. هنا ينبغي الحسم والعلاج دون إبطاء لتفويت الفرصة على المتلاعبين بالوطن.

هكذا أصبح الانفلات سمة مجتمعية، وبدلًا من أن تهدم الثورة الفساد وتتفرغ للبناء، اتخذها البعض مطية لهدم كل قيمة والطعن في كل رمز، والاستهانة بكل شيء، وبدلًا من أن يكون الإعلام وسيلة للعلاج بات وسيلة لترويج ونشر مظاهر الانفلات والقبح حتى أضحت شيئا مألوفًا بعد ما انخرطت وسائله المختلفة في سباق محموم تقدم مرتكبي التخريب والفوضى ومن يدعون أنفسهم ثوارًا ونشطاء وحقوقيين وقوى سياسية وأوصياء دين للرأي العام حتى صاروا نجومًا تتبارى الفضائيات لاستضافتهم وتقديمهم للناس وكأنهم نماذج تقتدى والسماح لهم بتقديم رؤاهم ومبرراتهم حتى في تحدي سلطة الدولة والخروج على قوانينها وأعرافها، وهو ما كان يريده الإخوان، ويسعون إليه في ذلك الوقت لإرباك الدولة ودفعها لمسار بعينه، وإنهاك أجهزتها وتفريغها من مضمونها تمهيدًا لإحلال ميليشيات الإخوان محلها.
الجريدة الرسمية