رئيس التحرير
عصام كامل

غاب أوباما ونتنياهو وبقيت أفكار"إيباك".. إسرائيل تبحث عن مخرج لتجنب عزلتها الدولية المحتملة.. و"بايدن" يشن الحرب على إيران و"حزب الله".. وترويض علاقة أمريكا بمصر لصالح تل أبيب

غياب أوباما ونتنياهو
غياب أوباما ونتنياهو عن مؤتمر "إيباك"

غاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن أعمال مؤتمر "إيباك" لأول مرة منذ سبع سنوات، ولم يكن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حاضرًا بجسده أيضًا، مكتفيًا بالمشاركة عبر الأقمار الصناعية، وفشل أعضاء "إيباك" فى فرض وصايتهم على الكونجرس الأمريكى لدفعه نحو رفض تعيين "تشاك هيجل" فى منصب وزير الدفاع الأمريكى الجديد، مثلما فشل مانحو "إيباك" فى وقف تثبيت تعيين "تشاك هيجل" وزيرًا للدفاع فى الكونجرس بعد عاصفة من الهجوم التى تعرض لها بسبب تصريحاته السابقة التى تنتقد وجود لوبى يهودى فى واشنطن.

تلك المؤشرات دفعت بـ "فيفيان إيفرى"، إحدى المانحات لـ"إيباك" للقول: إن "من يتحدث عن لوبى يهودى كان يعارض العقوبات على إيران، يجب أن يكون هناك شخص على رأس البنتاجون تكون تعليقاته عادلة أكثر"، موجهة رسالة تحذير للرئيس أوباما بأن "70% من الناخبين اليهود ساندوا إعادة انتخابه فى نوفمبر الماضى"، ويرى بعضهم أن الرئيس لم يقدر دعمهم له عبر تعيين رجل أثارت تعليقاته حول إيران وإسرائيل والأسلحة النووية وتعزيز القوات الأمريكية خلال حرب العراق جدلًا كبيرًا خلال جلسات تثبيته فى هذا المنصب.
غابت قيادات إسرائيلية وأمريكية كبيرة، وزعم كثيرون أن الفشل فى انتظار المؤتمر، وأن الخلافات بين "تل أبيب وواشنطن" تتصاعد فى ظل "فبركة صحفية" تتحدث عن اختلاف بين أمريكا وإسرائيل تجاه التعامل مع ملفات المنطقة وعلى رأسها الملف النووى الإيرانى، حتى جاء الفائز الأكبر فى هذا المؤتمر وهو نائب الرئيس الأمريكى "جو بايدن"، ليداعب أحلام "إيباك" من خلال تصريحات قال فيها: "فى وقت قد لا نتفق فيه على التكتيكات، لكننا لم نختلف يومًا على الحتمية الإستراتيجية بأنه على إسرائيل أن تكون قادرة على حماية نفسها، وأن أوباما لا يخادع حول تصميمه على منع إيران من الحصول على سلاح نووى، نحن لا نبحث عن حرب، نحن مستعدون للتفاوض سلميًّا، لكن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما فى ذلك الخيار العسكرى، وسياسة أوباما تقوم على أساس واحد هو منع إيران من الحصول على سلاح نووى، انتهى النقاش، المنع وليس الاحتواء".

ومد "بايدن" خطوط الود لإسرائيل من خلال شنه هجومًا لا ينتهى ضد "حزب الله"، قائلًا: "نحن نعلم ما تعلمه إسرائيل.. حزب الله منظمة إرهابية، ونحن نحث كل بلد فى العالم يتعامل مع حزب الله أن يبدأ معاملته على هذا النحو، ويسميه كمنظمة إرهابية، وهناك جهود أمريكية لإقناع الأوربيين بفرض عقوبات على حزب الله، وعلينا نحن والإسرائيليين أن نعمل معًا، وعلينا أن نستمر بمواجهة حزب الله أينما يزرع بذور الكراهية".
وفيما يتعلق برحيل الرئيس السورى بشار الأسد قال "بايدن": "عليه الرحيل، لكننا لن نوقع على عصابة قاتلة تستبدل أخرى فى دمشق، فى إشارة إلى جبهة النصرة، ولهذا السبب فإننا نضغط باستمرار على الأسد ونفرض العقوبات على الميليشيا المدعومة من إيران الموالية للنظام، لكننا فى الوقت ذاته صنفنا أيضًا جبهة النصرة كمنظمة إرهابية".
وعن التحديات فى مصر قال "بايدن": "نحتاج إلى الاستثمار فى نجاح مصر واستقرارها، ولا بديل شرعيًّا فى هذه المرحلة عن الانخراط مع مصر، فقط من خلال الانخراط يمكننا دفع قادة مصر للتركيز على احترام الالتزامات الدولية، بما فى ذلك وخصوصًا معاهدة السلام مع إسرائيل، بالإضافة إلى تعزيز الاستقرار فى سيناء، وتشجيع قادة مصر على إجراء إصلاحات".
تصريحات "بادين" بكل ما حملته من دعم مادى ومعنوى لإسرائيل ألقت بالقفاز أمام من يزعمون انهيار عرش "إيباك"، وهو ما عكسه مقال للكاتبة الأمريكية "جنيفر روبين"، والمعروفة بميولها المحافظة، حيث كتبت على صفحات جريدة واشنطن بوست المريكية مقالًا قالت فيه: إنه "نظرًا لتراجع دعم إسرائيل بين الديمقراطيين، فإن بعض القادة اليهود يبحثون عن قادة المستقبل، لكن الانتظار سيكون طويلًا حتى يصل مثل هؤلاء القادة إلى مرحلة النضوج السياسى، حتى إن "إيهود باراك" وجه نداءً خاصًّا إلى الجيل الجديد من "إيباك"، حيث شارك فى المؤتمر حوالى 240 منهم تمهيدًا لصقلهم، عسى أن يصبحوا فاعلين ومؤثرين فى صفوف اللوبى الإسرائيلى، وهو جيل جديد من الديمقراطيين قد يكون أكثر دعمًا للعلاقات الأمريكية - الإسرائيلية فى السنوات العشر المقبلة بهدف مواجهة احتمالات عزلة إسرائيل داخل الحزب الديمقراطى الذى يــزداد تنوعًا فى ديموغرافيــته، إضافة إلى احتمال عزلتها بسبب أجواء الربيع العربى التى تجتاح المنطقة".

الجريدة الرسمية