رئيس التحرير
عصام كامل

تجدد الأزمة بين «الشروق» و«هيئة الكتاب» بسبب مقال لفهمي هويدي.. الكاتب: شخصية ومحور المعرض جاءت تلبية لطلب السيسي.. استبعاد «عمارة» خصومة فكرية.. و«مجاهد» يرد:


أشعل الكاتب فهمي هويدي، فتيل الأزمة من جديد بين دار الشروق للنشر، ورئيس الهيئة العامة للكتاب، الدكتور أحمد مجاهد، بعدما نشر مقالا، اليوم السبت، بجريدة الشروق تحت عنوان "من مفآجأة معرض الكتاب"، والذي اتهم فيه رئيس الهيئة باختيار محور الدورة السادسة والأربعين من معرض القاهرة الدولي للكتاب "الثقافة والتجديد"، والإمام محمد عبده شخصية المعرض، تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية ضرورة تجديد الفكر الإسلامي.


الثقافة والتجديد
قال هويدي في مقاله: "كان مفهوما أن ترشح وزارة الثقافة موضوع (الثقافة والتجديد) عنوانا لمعرض الكتاب الذي شهدته القاهرة في الفترة من ٢٨ يناير إلى ١٢ فبراير الحالى. وكان مناسبا وموفقا اختيار الإمام محمد عبده ليكون شخصية المعرض. باعتباره أحد أبرز رموز التنوير والتجديد في القرن العشرين. ولاينتقص من هذا وذاك أن يتم تجاوبا مع الدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى في الأول من شهر يناير الماضى. وتحدث فيها عن أهمية تجديد الفكر الإسلامى، وهو المعنى الذي قصده بإشارته إلى أهمية أحداث الثورة الدينية".

غياب محمد عمارة
وانتقد هويدي في مقالة غياب الدكتور محمد عمارة عن ندوات معرض الكتاب قائلا: "لذا كان التخطيط مفهوما إلا أن التنفيذ جاء ملتبسا وغير مفهوم. ذلك إنه حين يطرح اسم الإمام محمد عبده في أي محفل علمى أو ثقافى فإن المثقف العادى يتوقع وجود الدكتور محمد عمارة ضمن الجالسين على منصة الحديث عنه أو المتحلقين حول طاولة مناقشة أفكاره. ذلك أن الرجل أفنى بعض سنين عمره في تجميع الأعمال الكاملة للإمام الراحل".

ورجح هويدي أن استبعاد عمارة يرجع إلى احتمال أن وزير الثقافة ورئيس هيئة الكتاب، أحدهما أو كليهما، أصدر قرار إقصاء الدكتور عمارة والشطب على اسمه من بين ضيوف المعرض. أي أنهما قاما بما لم تقم به الأجهزة الأمنية.

غلاة العلمانيين
وانتقد هويدي أيضا أن يكون في مقدمة الضيوف الذين دعوا للحديث في موضوع التجديد والتنوير، ثلاثة من غلاة العلمانيين، أحدهم لبنانى والثانى سورى والثالث تونسى. ولأحدهم مقولة تمثل قاسما مشتركا تعبر عن مواقفهم خلاصتها أنه لاسبيل لتقدم العالم العربى إلا بعد تحرير العقل الإنسانى من إمبريالية الذات الإلهية.

مصالح شخصية
وسجل هويدي في مقاله ملاحظتين، الأولى أن وزير الثقافة المسئول الأول عن المعرض فضلا عن أنه عمد إلى تسييس المناسبة بإقصاء الدكتور عمارة، فإنه أيضا وظفها لصالح موقفه الشخصى وخصوماته الفكرية، والملاحظة الثانية أن فريق الغلاة من شلة الوزير ونظرائه أساءوا تأويل دعوة الرئيس السيسي إلى الثورة الدينية، وحاولوا تقديمها باعتبارها ثورة على الدين وانقلابا على تعاليمه ورموزه ومؤسساته. وليس دعوة إلى تجديد الفكر وتوظيف الاجتهاد لصالح مقاومة الجمود والتخلف والعنف ــ والضيوف الذين دعاهم من أنصار الثورة على الدين. التي عبرت عنها كتاباتهم المنشورة بين أيدى الكافة.

رائحة إخوانية
مقال هويدي في الشروق أثار حفيظة الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، ونشر على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قائلا: "إن رائحة إخوانية فجة تخرج من مؤسسة الشروق التي تنشر فكر القرضاوى وحسن البنا وسيد قطب منذ أكثر من ربع قرن، ومازالت تضع كتاب سيد قطب (العدالة الاجتماعية في الإسلام) ضمن قوائم الأكثر مبيعا، وتجبر من يطلب توزيع كتبها على ترويجه.

بتاع السمع والطاعة
ووجه مجاهد رسالة إلى هويدي قال فيها: "يا أخ هويدى يا بتاع السمع والطاعة.. اللجنة الثقافية العليا للمعرض اختارت عنوان الثقافة والتجديد قبل حديث الرئيس السيسي عن ضرورة الثورة الدينية بأكثر من شهر، وهذا منشور في الجرائد في حينه، فالأمر حتمى الآن في نظر كل مثقف بل كل مواطن وطنى، وﻻ يمكن أن تعتمد المراجعة على من كرس للتخلف".

كتب القرضاوي
أزمة الشروق ورئيس هيئة الكتاب ليست جديدة، فالأيام الأولى من معرض القاهرة للكتاب شهدت شد وجذب بسبب كتب القرضاوي وسيد البنا التي عرضتها الشروق ضمن معروضاتها، وعليه طلب مجاهد من مسئول الدار سحب هذه الكتاب التي تنشر الفكر المتطرف.
الجريدة الرسمية