رئيس التحرير
عصام كامل

جوائز أدبية «سيئة السمعة».. «كتارا» بوابة قطر لاختراق الوسط الأدبي بأموال النفط.. «القدس» قائمة على دماء الفلسطينيين وتتطلب الاعتراف بإسرائيل.. «نوبل» تمر من خل


تبقي الجوائز الأدبية هدفا ينشده الكتاب والأدباء، لما تحققه من نقلة مادية ومعنوية في حياتهم، فمن خلالها يحصد الكتاب آلاف الدولارات وترتفع مبيعات أعمالهم، كما يحصلون على مكاسب أدبية بزيادة شهرة المبدع ورغم ما أثير من شكوك حول نزاهة هذه الجوائز، وتحكم العنصرية والطائفية في بعضها، فإن المئات من الكتاب الكبار أو الشباب يتهافتون على المشاركة، لتحقيق غرض ما في نفس ابن يعقوب.


ويرى نقاد وأدباء أن الجوائز الأدبية كثيرة ومتنوعة لكن منها ما هي "سيئة السمعة"، خاصة إذا ارتبط اسمها بالكيان الصهيوني، أو تدخل بعد العناصر التي تنحي الإبداع جانبا في اختيار الفائزين، وهو ما يعد جريمة في حق القراء ويحرم المجتمع من القيمة الحقيقية للجائزة.

جائزة كتارا القطرية

ومؤخرا دخلت قطر سباق الجوائز الأدبية، فقد أطلقت "جائزة كتارا للرواية العربية"، وهي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا في بداية العام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعيينها لهذا الغرض.

وأثارت قيمة الجوائز المقدمة تساؤلات عديدة في الوسط الثقافي، فهي القيمة الأعلي على الإطلاق، حيث يصل إجمالي الجوائز إلى 650 ألف دولار أمريكي.

ففي فئة الروايات المنشورة تقدم خمس جوائز للفائزين المشاركين من خلال ترشيحات دور النشر، ويحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أمريكي، ليصبح مجموعها 300 ألف دولار أمريكي.

لكن الجائزة لم تلق ترحيبا كبيرا في الأوساط الثقافية العربية خاصة المصرية، حيث اعتبرها البعض محاولة لاستقطاب المثقفين ومداعبتهم بأموال النفط وقد ازدادت الخصومة مع المثقفين المصريين خاصة مع تفاقم الأزمة السياسية المصرية القطرية في الآونة الأخيرة، نافيا وجود علاقة تجمع بين الأدب والسياسة.

جائزة القدس
الجائزة الأدبية الأكبر في إسرائيل هي «جائزة جيروسالم»، المعروفة بـ «جائزة القدس»، وتمنح كل سنتين لكاتب عالمي تميزت كتاباته في تناول موضوع الحريات، ومنحت في دورتها الأولى عام 1963، للفيلسوف البريطاني بيرتراند راسل.

وما يجعل عدد من الأدباء يمتنعون عنها، أو يهاجمون من يرنو إليها هي أن المؤلف الفائز بالجائزة ذهب للقدس لاستلام جائزته وألقى كلمة تطفح بالامتنان لدولة إسرائيل، وهو ما يجعله يفقد مصداقية لمعايير أخلاقية وإنسانية فيما يطرحه من مواقف سياسية مهما كان موضوعها، لأن هذا يعد اعترافًا بدولة إسرائيل المقامة على جثث شهداء أبناء البلد الأصليين من الفلسطينيين.

جائزة نوبل

لم تكن جائزة القدس إلا بوابة للفوز بالجائزة الأرفع على الإطلاق وهي نوبل، فغالبا ما يكون صاحب نوبل قد مر على القدس لاستلام جائزته من إسرائيل، وتنحاز في الغالب للمؤلف الداعم للكيان الصهيوني، وأعطت كتاباته الكثير لهذا الكيان غير الشرعي.

البوكر العربية

شابت البوكر العربية العديد من المآخذ التي أثرت على نزاهتها، وجعلتها محل شكوك من قبل النقاد والأدباء، فقد تلعب المحسوبيات والتربيطات دورا كبيرا في اختيار الفائزين، ولعل الواقعة الشهيرة أبلغ دليل على ذلك، ففى عام 2010، أعلنت الناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا انسحابها من لجنة تحكيم الدورة الثالثة لجائزة "البوكر" العربية، قبيل إعلان القائمة القصيرة، التي ضمت ست روايات، احتجاجا على آلية التصويت، وبررت موقفها على عدم اعتماد معايير نقدية واضحة، فيما كان الكاتب والناشر السورى الأصل رياض نجيب الريس قد استقال من مجلس أمناء "البوكر" العربية اعتراضا على الطريقة التي تدار بها، ووصف زملاءه في المجلس بأنهم "مجموعة من شهود الزور".

الجريدة الرسمية