رئيس التحرير
عصام كامل

«داعش وحرب الإبادة».. قلق حول استخدام «داعش» الأسلحة البيولوجية والكيماوية.. خبير إستراتيجى: التنظيم يستطيع الحصول على هذه الأسلحة.. «فؤاد»: مجموعات مرتزقة لا تملك الخبرة


حالة من القلق اجتاحت المجتمع الدولى، والمنطقة العربية، بعد تداول أنباء عن احتمالية استيلاء تنظيم "داعش" الإرهابي، على أسلحة كيماوية وبيولوجية، حيث كثر تداول تلك الأخبار، خاصة أثناء المعارك الطاحنة بين التنظيم وقوات البيشمركة الكردية بمدينة "كوبانى" السورية، كما وردت كثير من الأنباء عن استخدام "داعش" لأسلحة كيماوية، كان قد استولى عليها من مخازن نظام بشار الأسد، الرئيس السورى.


اتفاقية "جنيف" لمنع انتشار الأسلحة البيولوجية، واحدة من أهم الاتفاقات الدولية، التي عقدت لمنع انتشار أضرار استخدام الأسلحة البيولوجية، نظرًا لأضرارها الخطيرة على الصالح العام، وهي محاولة محمودة من قبل بعض الدول للتقليل من هذه المخاطر، ولكن بعد أن استجد على الساحة ما يطلق عليه تنظيم "داعش"، والذي ضرب بكل المعايير الإنسانية والدولية عرض الحائط، هل من الممكن أن يلجأ هذا التنظيم لاستخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية في حربه الإرهابية؟.

استخدام الكيماوى "أمر مستبعد"
أكد اللواء سامح أبو هشيمة، الخبير الإستراتيجي، على إمكانية تملك تنظيم "داعش" لأسلحة كيماوية وبيولوجية، موضحًا أن هذا التنظيم لديه من الأموال ما يساعده في شراء هذه الأسلحة، هذا بالإضافة على إحتمالية سيطرة التنظيم على مثل هذه المواد في سوريا، مشيرًا إلى أنه ليس بإمكان "داعش" استخدام هذه الأسلحة، لأن بذلك ستنجح القوى العالمية في التجمع في حرب ضدها، رغمًا عن الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها.

أشار إلى أن الجيش المصري بإمكانه مواجهة ذلك بكل سهولة، لأنه مدرب على التعامل مع كافة الظروف والأوقات، قائلًا: "مصر لديها قوة عسكرية مدربة على أكمل وجه، ولديها جهاز مخابرات يصعب هزيمته".

"مرتزقة" لا يمتلكون الخبرة
في حين، أكد اللواء نبيل فؤاد، الخبير الإستراتيجي، أن تنظيم "داعش" لا يمكن أن يلجأ إلى استخدام الأسلحة البيولوجية والكميائية، لأنهم لا يمتلكون خبرة تؤهلهم لذلك.

وأوضح أنهم عبارة عن مجموعة من المرتزقة يأتون من أكثر من بلد، ولا يمتلكون العلم الذي يؤهلهم إلى تصنيع هذه الفيروسات والأمراض ووضع أمصال لمواجهتها.

إمكانيات "داعش" لا تسمح
وعن الرأي العلمي في ذلك، استبعد الدكتور محمد عبد المقصود رزق، الأستاذ بقسم النبات بكلية العلوم بجامعة القاهرة، تفكير تنظيم "داعش" الإرهابي في شن حرب بيولوجية أو كيميائية واستخدام هذا النوع من الأسلحة، وأوضح أن تأثير هذا النوع من الأسلحة خطير جدًا على البيئة بكل عناصرها، وعلى صحة الإنسان والحيوان.

وأضاف "رزق"، في تصريح لـ "فيتو"، أن السلاح البيولوجي يكون عبارة عن فيروسات وميكروبات وبكتيريا ضارة تنتشر في الهواء لتدمر البيئة كلها، مضيفًا: "الحرب البيولوجية والكيميائية تكون حرب إبادة، وتؤثر على الجينات الوراثية ويمتد تأثيرها للأجيال المستقبلية، ولا يمكن أن يلجأ لها داعش فإمكانياته لا تسمح بذلك".

استخدام "الكيماوى" ممكن في المستقبل
أكد الدكتور محمد الأشقر، الأستاذ بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش" يمكن أن تستخدم الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في المستقبل.

وأضاف أن هذه الأسلحة لها تأثيرات مدمرة على البيئة وصحة الإنسان والحيوان والنبات أيضًا، إضافةً إلى تأثيراتها الواضحة على الجينات الوراثية.

وأشار " الأشقر" في تصريحات خاصة لـ" فيتو" إلى أن هذه الأسلحة عبارة عن فيروسات تنتشر في الجو وغازات سامة على رأسها الخردل والأعصاب.

وأضاف " الأشقر" أن الحل الأفضل لمواجهة هذا النوع من الحروب يتمثل في تكوين فرق علمية متخصصة يشترك فيها رجال من القوات المسلحة، وتكون مهمتها معرفة أنواع الغازات والفيروسات والتواصل مع المستشفيات لتحديد العلاج المطلوب.
الجريدة الرسمية