رئيس التحرير
عصام كامل

بالأسماء.. أمراء الإرهاب في سيناء.. الأجهزة الأمنية أعلنت تصفيتهم.. وبصماتهم على العمليات الإرهابية تؤكد تواجدهم.. أحمد زايد كيلانى أخطر عناصر تنظيم «بيت المقدس» و«العريش» منطقة نف


يبحثون عن بقعة خالية.. يصنعون مخبأ لـ”الأسلحة”.. ثم يرفعون الأعلام السوداء عند أعلى نقطة فيها.. يرفعون شعار “نحن الفرقة الناجية.. وأعداؤنا هم الهالكون”.. حالة الفراغ الأمني التي ظلت تعانى منها شبه جزيرة سيناء طوال السنوات الماضية منحتهم “فرصة”.. البعض يذهب إلى تحميل المسئولية كاملة لـ”نظام الرئيس المعزول” محمد مرسي، غير أن المراقبين السياسيين يدركون – جيدا - أن “مرسي وجماعته” لم يكونوا سوى “سمسار إرهاب” ساعد في اشتعال الموقف، لكنه لا يمكن أن يكون المتهم الرئيسى والوحيد في تزايده.


طوال سنوات حكم الرئيس “المخلوع” محمد حسنى مبارك كان البعض يحذر من الاكتفاء بـ”التعامل الأمني” مع ملف سيناء، لكن النظام رفع شعار “دعه يعبر.. دعه يمر”.. ترك الأمور تسير على طبيعتها، منح “الإرهاب فرصة ذهبية”، فكان ما كان.

أبو التكفيريين "حسين محارب"
من الخطأ اختصار تاريخ العنف في سيناء فيما يسمى بـ”أنصار بيت المقدس” أو “داعش – إمارة سيناء”، خاصة أن سنوات من الإرهاب سبقت هذه التنظيمات على أرض الفيروز، وكانت البداية من عند “أبو التكفيريين” حسين محارب، 63 عاما، والمعروف باسم “أبو منير”، والذي تمت تصفيته في الشيخ زويد أثناء إحدى العمليات العسكرية للقوات المسلحة، بعد أن لعب دورا مهما في جذب أكبر عدد ممكن من شباب القبائل البدوية عن طريق الدروس الدينية وإقناع عدد كبير منهم، سواء من المتعلمين أو الأميين، بالانضمام لتنظيم مسلح يحارب الجيش.

المعلومات المتوافرة عن “أبو منير” تشير إلى أنه شرع في إعداد كتيبة مقاتلين ضد الجيش بتغذية أفكارهم بحلم الخلافة الإسلامية ومحاربة الجيش المصرى لأنه مرتد، على حد قوله، وإقناع الشباب البدوى بأن الجهاد ضد الجيش المصرى ضرورة حتى يتم إقامة الخلافة الإسلامية وبعدها يتم محاربة اليهود.

الأمير الجديد "كمال علام"
تصفية “أبو منير” لم تكتب نهاية “إرهاب سيناء” فما هي إلا أيام قليلة وظهر في الصورة “أمير جديد” يدعو لـ”العنف” واستخدام القوة المسلحة ضد الأجهزة الأمنية في سيناء، والمتعاونين معها أيضا، وهو كمال علام الذي أشيع عن مقتله خلال الشهور القليلة الماضية لكن الأيام الماضية أثبتت كذب “رواية قتله” وظهر “علام” في أكثر من تسجيل «صوت وصورة» المتابع الجيد لتحركات وتطورات فكر وأداء التنظيمات الإرهابية، يدرك أن “علام” استطاع أن يكون “ذا شأن” وسطوة داخل التنظيم، وهى أمور جعلته بمنزلة قائد الجناح العسكري حاليا بتنظيم بيت المقدس ومن كبار قيادات التنظيم ويتمتع بشخصية متمردة وعنيفة ولديه كراهية شديدة ضد أفراد الجيش والشرطة على خلفية اعتقاله قبل ثورة 25 يناير وصدر ضده حكم الإعدام لمشاركته في الهجوم على مقر قسم شرطة ثان العريش أثناء ثورة 25 يناير وقتل العديد من الضباط والجنود بالعريش وقتها.

لم يكن “علام” وحده الذي خدع أجهزة الأمن بدعوى مقتله لكن العشرات من أعوانه أعلنت الأجهزة الأمنية التخلص منهم، وسرعان ما عادوا للظهور، وهو أمر برره الخبراء الأمنيون بتعرض “الداخلية” لما يمكن أن يطلق عليه “خيانة معلوماتية”، حيث قدمت عناصر، من المفترض أنها متعاونة مع الأجهزة الأمنية، معلومات تشير لمقتل عدد من القيادات، واتضح أن تلك المعلومات لم تكن تتعدى كونها “غطاءً” لالتقاط الأنفاس، ومحاولة لـ”تشويش الأمن”.

هذه الحقيقة اكتشفتها الأجهزة الأمنية بعد فترة طويلة من الحرب الممتدة مع عناصر التنظيم واكتشفت فجأة بعد آخر عمليتين ضد الجيش - كرم القواديس والعريش – أن هناك تقارير مضللة تم تقديمها لها على غير الحقيقة بعد أن اكتشفت أن نحو 15 قيادة تكفيرية من أبناء محافظة شمال سيناء أبرزهم “شادى المنيعى وأيمن نوفل” هم من يقودون التنظيم ويستغلون صلات القرابة مع أهلهم في شمال سيناء وتشابك وتعقيد العلاقة الأسرية والقبلية في شبه الجزيرة للاختباء عن أعين الأمن.

هذه القيادات التي جاءت في مرحلة من الصراع مع الأجهزة الأمنية حينما اشتد العراك وتوقفت نوعا ما العمليات الإرهابية وذلك إبان ظهور “داعش” في الصورة، ودخل التنظيم مرحلة الحسم ما بين استمرار العلاقة مع تنظيم القاعدة الفقير والذي تراجع دوره كثيرا بعد اعتقال الشيخ محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهري، ومعه أغلقت كل قنوات التواصل مع التنظيم الدولى إلى جانب حالة انقطاع كل وسائل الدعم سواءً بالسلاح أو المقاتلين أو المال لتنفيذ العمليات.

جاء ذلك مع بدء توارد بعض الاتصالات وجس النبض حول الانضمام للتنظيم المولود حديثا – بيت المقدس - حيث يوجد المال والعتاد والمقاتلون والسلاح الوفير، لكن الغريب في هذا التحرك أنه على الرغم من تفاقم الأزمة في سيناء وتصاعد حدة العمليات، فإن الحقيقة كانت أخطر بعد أن نجح التنظيم في خداع كل أجهزة الدولة واستغل تزايد أعداد القتلى الذين يسقطون في صفوف “التنظيمات الإرهابية”، ليسارع الجواسيس المزدوجون بإقناع أجهزة الداخلية بأن من بين القتلى قيادات تنظيم داعش.

أحمد زايد كيلانى "الأخطر"
هذه المصادر المعلوماتية قدمت تقارير مفصلة خلال الأسابيع الأخيرة للأجهزة السيادية وتحديدا بعد عمليتى كرم القواديس والعريش، عن وجود بعض القيادات التي أعلنت الداخلية عن مقتلها في عمليات عسكرية على قيد الحياة على عكس ما تم إعلانه سلفا وجاء على رأس القوائم المقدمة حديثا كمال علام وأحمد زايد كيلانى وأيمن حسين محارب وسلامة البلاهينى وشادى المنيعى ومحمد أشتيوى ومحمد أحمد على والملقب بـ”أبو أسامة المصري” وأحمد الذتن وإبراهيم أبو شيتة وسلمى الحمادين وأحمد أبو جهينى مفتى التنظيم الحالى وأبو يحيى الحمادين وتبو الجهاد.

وحسب الترتيب فإن خطورة أحمد زايد كيلانى تأتى بعد كمال علام، حيث يعد “كيلاني” من أخطر العناصر التكفيرية في التنظيم وهو من أبناء مدينة العريش مثل كمال علام وكان رفيقا له في كل خطوة وصدر ضده أيضا حكم الإعدام وأشيع خبر مقتله منذ شهور مع كمال علام وتبين أنه لا يزال على قيد الحياة، ويتنقل أيضا ما بين سيناء وقطاع غزة عبر الأنفاق.

ثم يأتى أيمن حسين محارب نجل شيخ التكفيريين السابق أبو منير، والذي يعد من أشد العناصر التكفيرية، ومعروف عنه أنه يجهل القراءة والكتابة وأنه أمى ويسهل السيطرة عليه.
ثم يأتى محمد أشتيوى وأحمد الذتن، واللذان يعتبران من أخطر القيادات في “داعش” ويتوليان تنفيذ الأعمال الإرهابية بكافة أشكالها بمدينة العريش ويقودان خلية العريش التكفيرية تحت إشراف كمال علام ويقطنان منطقة مزارع الزيتون جنوب العريش، وشاركا في تفجيرات العريش الأخيرة.

وتضم القائمة أيضا أحمد أبو جهينى الذي يعمل ناظر مدرسة بقرية الجورة جنوب الشيخ زويد، ويتم التعامل معه كونه “مفتى الجماعات التكفيرية”، وتتلخص مهمته في استقطاب وتجنيد وجوه جديدة لتنظيم بيت المقدس من شباب البدو برفح والشيخ زويد ويشارك مع قيادات تنظيم بيت المقدس في إصدار قرارات الإعدام والقتل بحق المواطنين المدنيين المتعاونين مع الجيش المصري.

أما محمد أحمد على، الملقب بأبو أسامة المصرى والذي يظهر صوته في فيديوهات العمليات الإرهابية لتنظيم بيت المقدس في سيناء وظهر مرارا وبدا عليه أنه مصاب بمرض البوهاق، ظهر ذلك على كف يديه برغم التعتيم على وجهه إلا أن الأجهزة الأمنية اتخذت مرض البوهاق الذي بدا على يديه أثناء ظهوره في فيديوهات بيت المقدس، خيطا للتوصل إلى شخصيته وتبين أنه يدعى محمد أحمد على، 33 عاما، كان يعمل في مجال السحر والشعوذة وانضم منذ سنتين فقط لتنظيم بيت المقدس، وكان يعتقد عنه أنه قائد التنظيم إلا أن المعلومات أكدت أن هناك قائدا لتنظيم بيت المقدس بسيناء تم التعرف على هويته وفرض سرية تامة حوله لجمع المعلومات الكاملة عن دوره وأماكن تواجده وتنقلاته.

تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه القيادات وضعت إطارا محكما عبر شبكات عنقودية تعمل داخل سياقها يصعب من خلالها ملاحقة أي منهم حيث يقود كل عنصر خلية إرهابية هو مسئول عنها وعن تدريبها تسمى فصيلا، لها تسليحها الخاص ومهام قتالية توكل لها وأماكن محددة للتحرك فيها سواءً أكان في العريش أم رفح أم الشيخ زويد.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية