رئيس التحرير
عصام كامل

ارحمونا لو سمحتم!


فليسمح لي الزملاء الأعزاء وكل أهل الفن.. في نصيحة مخلصة وبصراحة مطلقة: كفاية سطحية وإسفاف وعنف.. كفاية اللعب على مشاعر الفقراء وشحنهم ضد البلد وضد الأغنياء، وضد الدين وضد أنفسهم.. كفاية زرع الحقد والسواد والكراهية فيهم لضمان شباك التذاكر.. كفاية تبرير أن "ده موجود في مجتمعنا؟"، وأن دي "مدرسة الواقعية".


للأمانة نعترف بأن ده طبعا موجود ما حدش يقدر ينكره، لكن السؤال هو مافيش في حياتنا غير الوحش؟، مافيش غير القتل والدم والعنف والعشوائيات؟.. ربنا خلق الدنيا بالخير والشر مش بالشر وحده.. حتى التليفزيون اللي كان بيخضع لرقابة تمنع ما يخدش حياء الناس والألفاظ السيئة والعنف لم يعد كما كان!

مفيش رقابة زي الأول.. كل شيء أصبح مباح.. رغم خطورة التليفزيون لأنه موجود في كل بيت.. إنما السينما بيكون اختيار المشاهد بيشتري تذكرة.. ولذلك أنتم للأسف من ضمن من ساهم في تسطيح عقول الشباب والإرهاب، إحنا للأسف شعب نسبة كبيرة منه غير متعلمة بل حتى المتعلمين بيذاكروا المناهج عشان ينجحوا فقط ولا يريدون المزيد من الثقافة..

والجيل الحالي بيستمد معلوماته من الإنترنت، وده كمان في أضيق الحدود، وطبعا مش كل المعلومات على النت صحيحة.. والمدهش أنه ما حدش فيكم سأل نفسه ليه الناس بتترحم على فن الزمن الجميل، رغم الإمكانيات والتطور التكنولوجي؟، وأيضا نعترف بأنه كانت هناك أفلام دون المستوى، لكن أغلبية الأفلام كانت جيدة..

والعلم يقول إن الذاكرة البصرية أقوى وتؤثر في الوجدان عن القراءة أو السمع.. المقصود من كلامي أخيرا أن الفن ليس سلعة، فالفن لغة الشعوب يعني المفروض أن يرتقي الفن بالناس مش الناس اللي تنحدر بالفن للقاع.. وبعدين نرجع نقول ونصرخ أننا بقينا مجتمع "بيئة"، والناس بقت أخلاقها صعبة، واختفى أولاد البلد اللي كانوا موجودين زمان!، وكأن مصر ليست إلا عشوائيات فقط!

عزيزي الفنان.. احترم عقلية المشاهد ونمي إنسانيته، واستنفر وطنيته، وجه الناس للوجهة الصحيحة وللخير.. أيقظ ضميره وقوي عزيمته.. فهِّمه أن عنده أخطاء وعيوب، ولكن ما تخليش الفقر الشماعة اللي بيعلق عليها أخطاءه ويبرر لنفسه الغلط.. الفن كان ثاني صناعة لمصر بعد القطن، أما الآن أصبح من ضمن الفساد اللي بنشتكي منه بكل أسف!

طبعا الكلام ده ليس للجميع، والحمد لله فما زال هناك فنانين محترمين وهؤلاء من سيبقون في ذاكرة الجمهور وذاكرة الفن!
الجريدة الرسمية
عاجل