رئيس التحرير
عصام كامل

فبأيدينا قـُـــتلنا


وجاء غضب الجبال عندما ضرب الجيش المصرى مواقع "داعش" الإرهابية في ليبيا، فالدول التي تمول الإرهاب بالداخل والخارج يرون بأعينهم هزيمتهم، فهم قبل شن الحرب على جميع دول الشرق الأوسط نجحوا في دمارها بذرع الفتنة بين شعوبها، فلا خطر على مصر من دواعش الخارج فنحن كفيلون بهم، ولكن ما زال الخونة يخرجون في مسيرات تندد بالجيش المصرى وتناصر الدواعش يا لها من بجاحة.


وقد رأينا كما كان متوقعًا من أمريكا في مجلس الأمن بطرحها الحل السياسي لحل الأزمة في ليبيا ومصر بالطبع فداعش رجال أمريكا وجنودهم في المنطقة فلا نعرف أي حل سياسي مع عصابات لا دين لها ولا وطن ؟

إن العد التنازلى لسقوط أمريكا بدأ يقترب من النهاية، فقد بلغ الظالمون المدى فلم تنس روسيا ما فعلته أمريكا لسقوط الاتحاد السوفيتى ولم تنس الصين واليابان ما فعلته أمريكا من قصف "هيروشيما" فقد سقط قناع أمريكا أمام العالم ومع سقوطها اقتصاديا سيكون بداية دمارها، ولذلك فهى تخطط لإشعال حرب عالمية في حالة ما فشلت مخططاتها في الشرق الأوسط.

فقد حاولوا إظهار الدين الإسلام بأقبح صوره أمام العالم وقد نجحوا لأن بدايتهم في هذا المخطط لم تكن حديثة العهد بل من عقود طويلة عندما أرسلوا مستشرقين دخلوا الإسلام وهلل المسلمون لهذا واعتبروه انتصارًا لدينهم ولا يعلمون أن معظمهم كانت بداية لزرع الفتن والتعصب الأعمى وتعميم مفاهيم خاطئة عن الدين وتعظيم كتب الفتنة والتراث العفن الذي يعظم من قيمة القتل والذبح لكل من يخالف الإسلام من وجهة نظرهم وأصبح المستشرقون مشايخ ولهم روادهم وتلاميذهم الذين أصبحوا أئمة كبارًا فيما بعد ومشايخ الفتن.

فبأيدينا قُتلنا.. نعم.. فنحن نقتل أنفسنا بأنفسنا وذلك عندما سمحنا للعشوائيات الثقافية تتحكم في حياتنا، فنحن نعانى عشوائية دينية مغلفة بالفقر والتمييز والجهل والتخلف جعلت من الشعب المصري "دويلات" داخل الدولة.. فنحن لا تجمعنا ثقافة واحدة نلتف حولها بل كل واحد أصبح له ثقافته الذي يحاول فرضها على الآخر بالقوة، حتى وصلنا إلى أن نجد من يتظاهر لمساندته العدو ومناهضته جيش وطنه؛ وذلك لأن فكرة الوطن لم تعد في حسابات هؤلاء كما تعلم مسبقًا من مشايخ الفتن.. وهذه الحالة لم تكن حديثة العهد فقد ظهرت وانتشرت روائحها العفنة منذ حاربنا ضد العدو الصهيونى في 67 و73، ولكنها لم تكن ظاهرة فكان الخونة يسخرون من هزيمتنا، ولكن اليوم ظهر المرض وفاحت رائحة العفن منه.

فنحن لسنا في حرب عسكرية ضد الإرهاب ولا ضد دول تمول الإرهاب فقط بل أيضًا في حرب ثقافية لابد أن ننتصر فيها وإعادة زرع الانتماء في الأجيال الجديدة في كل المدارس الحكومية وغيرها وهولاء المغيبون المناصرون للإرهاب سيموتمون يومًا ما ولكن سيتركون إرثًا عفنًا في عقول أبنائهم فلابد من القضاء عليه.

أيها الرئيس.. المهمة قاسية، وأنا أعلم أنك تعلم ولكن الله معك وكلنا معك.. فلك الله يا مصر.. حماك الله ورعاكِ.

الجريدة الرسمية