رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا العزوف عن منصبي الوزير والمحافظ ؟!


قواعد اختيار المسئولين عندنا ينبغي أن تتغير وإذا كانت التنشئة السياسية ستأخذ بعض الوقت فلا مفر من استحداث أجهزة تدريب على أحدث وسائل الإدارة في أسرع وقت لصناعة كوادر وكفاءات إدارية لشغل المناصب الحيوية في الدولة.. حتى تتشكل لدينا طبقة جديدة من الساسة الأكفاء وحتى تتعافى الأحزاب وتنهض بدورها المفقود في تزويد الحكومة بذوي الكفاءات على شغل المناصب العليا كما تقضي نصوص الدستور.


الوزير وأكرر منصب سياسي بامتياز، يفترض فيه الرؤية والحنكة، يملك برنامجًا يستعين على تنفيذه بفريق عمل فني أو تكنوقراطي على أعلى درجات المهارة والتأهيل والكفاءة.. ثم يتفرغ هو لوضع سياسات وزارته ويتابع أداء مرءوسيه بالتقييم المستمر لعلاج القصور أولًا بأول دون الإغراق في التفاصيل.

والسؤال هل تغيرت معايير اختيار الوزراء والمحافظين والمسئولين في مصر بعد ثورتي يناير و30 يونيو وهل اختفى مبدأ أهل الثقة ليفسح المجال لأهل الخبرة والكفاءة والجدارة وحسن الإدارة والشباب الذين حرمت البلاد من جهدهم طيلة العقود الماضية.. وهل ثمة تعويل على ضرورة توفر الحس السياسي وإدراك حدود المسئولية السياسية لدى من يتصدى للعمل العام وزيرًا أو محافظًا أو مديرًا.. وبأي معايير يتم اختيارهم.. وهل التفتت الأجهزة المعنية بالدولة لظاهرة عزوف أو اعتذار بعض النخبة عن تولي حقائب وزارية أو مناصب كبرى بالحكومة.. وهل ثمة شفافية في الإعلان عن تلك الأسباب لخلق بيئة جاذبة للعمل العام وعلى أي أساس يجرى استبعاد الوزراء وعلى أي أساس يجري التجديد لبعضهم.. وهل هناك مراكز لصناعة القيادات خصوصًا الصف الثاني والثالث..؟!

لا شك أن الوزير السياسي هو الأقرب للنجاح واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.. وجلب احترام المواطن وهو ما افتقدناه للأسف في مراحل سابقة ولا نزال.. ونرجو أن يتغير الحال بعد انتخابات البرلمان المقبل بإذن الله.
الجريدة الرسمية