رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: ذبح «داعش» للمصريين أكثر أعماله وحشية.. تقارب الملك "سلمان" مع الإخوان مكلف للسعودية.. الحرب على الإرهاب مصطلح مطاطي فقد مصداقيته.. جرائم "داعش" تؤكد حملته الطائفية


احتل اهتمام الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الإثنين بقتل داعش 21 قبطيا مصريا في ليبيا، وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن الفيديو الذي نشره تنظيم "داعش" في ليبيا لقتل المسيحيين المصريين كان الأبرز والأكثر وحشية في سلسلة الفيديوهات التي نشرها من قبل.


5 دقائق


وأوضحت المجلة أن الفيديو استمر لمدة 5 دقائق ذبح فيها 21 رهينة مسيحية مصرية اختطفوا الشهر الماضي من بلدة سرت الساحلية في شرق ليبيا، وكان 3 مجموعات أعلنوا الولاء لداعش في ليبيا وهم برقة في شرق البلاد وطرابلس في الغرب وفزان في الجنوب.

وانتقدت المجلة طلب الإدارة الأمريكية، من الكونجرس، حد نطاق الحرب ضد تنظيم داعش في الوقت الذي يوسع التنظيم حدوده ويصدر فيديو وحشيا في ليبيا التي انتشرت فيها الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي من السلطة وبفضل طائرات الناتو التي ساعدت المليشيات على الإطاحة بالقذافي، وازدهرت الجماعات المتطرفة بقوة في ظل غياب السلطة المركزية.

وأضافت المجلة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعهد باتخاذ الوسائل الضرورية للانتقام من عمليات القتل الإجرامية التي ارتكبها داعش، وشنت القوات المسلحة المصرية غارات جوية اليوم الإثنين على أهداف داعش في ليبيا شملت مواقع التدريب ومخزون الأسلحة.


الإخوان والملك سلمان
زعمت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية، أن المملكة العربية السعودية تخطط لإعادة التفكير في جماعة الإخوان التي أدرجت كمنظمة إرهابية في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز آل سعود.

وقالت الصحيفة إن تولي الملك سلمان شقيق الملك عبدالله، شئون المملكة يثير العديد من التساؤلات حول سياسة المملكة وتغيير سياستها تجاه إيران وخفض إنتاج النفط لتراجع الأسعار والتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد من أجل هزيمة تنظيم داعش.

وأوضحت الصحيفة أن الملك سلمان لديه الكثير لاتخاذ القرارات في الداخل والخارج، وأعطى إشارة إلى أنه يسعى للتقارب مع الإخوان، ما أثار استغراب الجميع.

وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية والإخوان لديهما تاريخ مختلط وخاصة مع مصر، في الخمسينات والستينات، ودعمت الرياض الإخوان ضد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ولكنها تحولت بعد ذلك عندما بدأ الإخوان كسب نفوذ داخل المملكة وفي الآونة الأخيرة دعمت الرياض عزل حكومة الإخوان من القاهرة واستبدالها بالجيش.

وأضافت الصحيفة أن تقارب السعودية مع الإخوان سيجلب آمالا غير واقعية، وجذب السعودية لهم سيكون مكلفا للغاية في ظل انخفاض عائدات النفط والمبالغ الطائلة التي تصرفها السعودية في سوريا واليمن والعراق ومصر وباكستان، وسيثير ذلك استياء الشباب السعودي الذي لا يرى فرص عمل هادفة له ولا فرصة المجد العسكري الخارجي لبلاده.

الحوار مع الإرهاب

تساءل الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، عن جدوى الحوار مع الجماعات الإرهابية في مقابل دعوات المقاطعة وعدم التفاوض مع أي منظمة تدرج في قوائم الإرهاب التي وضعتها الدول الكبرى لجماعات مسلحة أو منظمات أو أفراد يعرقلون التوصل لحل سلمي.

وأشار فيسك في مقاله في صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن الأردن سعت للتفاوض مع تنظيم داعش وأسفرت مفاوضاتها عن قتل داعش للرهينة الأردني الطيار معاذ الكساسبة الذي حرق حيًا، وأيضا مبادلة الولايات المتحدة جنديا أمريكيا بسجناء طالبان، وهل من الممكن أن الأشرار تحقق السلام حتى بعد رفضهم نزع السلاح أو تدميره.

ويرى فيسك أن مقاطعة المنظمات الإرهابية تؤدي إلى منع إيصال صوت معتدل بما في ذلك منع الأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني والسياسيين من التعامل مع تلك الجماعات أو الأفراد وهو ما يسفر عن سيادة الصوت المتشدد على الموقف.

ويدلل فيسك على وجهة نظره بالحديث مع نائب محافظ في بيروت حول علاقاته المعتدلة بمليشيات حزب الله الشيعية الذي يعد حزبا سياسيا في لبنان ولكن إسرائيل تعتبره معاديا للسامية، وبريطانيا والاتحاد الأوربي يضعانه مع المحظورين.

وأكد فيسك أن سياسة الحوار مع تنظيم داعش ستسهم في تقليل عدد الضحايا، والدليل على ذلك إثبات فشل سياسة المقاطعة حتى الآن على الرغم من بعض محاولات التفاوض الفاشلة مع التنظيم بشأن الرهائن المحتجزة.

وأشار فيسك إلى الأعمال الإرهابية في الصومال وكردستان وتركيا وحركة طالبان والأراضي الفلسطينية المحتلة وحماس واستبعاد الاتحاد الأوربي حماس من العلاقات الدبلوماسية، ما أدى لتهميش أوربا في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويختتم فيسك بتوضيح رؤيته أن الحرب على الإرهاب باتت مصطلحا مطاطيا تستخدمه الدول دون إطار محدد وهو ما يجعل العالم يصاب بالتخمة وعدم المصداقية على دلالة المصطلح وهو ما نتجت عنه زيادة الأعداء الذين يجب محاربتهم.

فيديو مفزع

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الإثنين، إن نشر تنظيم داعش في ليبيا فيديو مفزعا لعملية ذبح 21 قبطيا مصريا أثار الرعب في العالم، ويؤكد على انتشار الجماعات الجهادية بعيدا عن حقول القتل التي باتت مألوفة في سوريا والعراق.

وأشارت الصحيفة إلى نشر داعش فيديو شنيعا يظهر فيه الضحايا راكعين يرتدون حللا برتقالية ما يدلل على رسالة داعش الموجهة للمسيحيين العرب وحملته الطائفية البغيضة ضد المسلمين الشيعة والصحفيين الغربيين وعمال الإغاثة الذين قتلوا وجذبوا الاهتمام العالمي نحوهم.

ولفتت إلى قتل داعش الطيار الأردني معاذ الكساسبة وإحراقه حيًا بعد سقوط طائرته في سوريا، وأيضا عملية القتل الجماعي للمصريين، ما أرهب الرأي العام المصري والعربي والعالم الإسلامي، وأزعج السلطات في القاهرة وحلفاءهم المحافظين في الخليج بسبب الفوضى في ليبيا.

وترى الصحيفة أن داعش يبذل ما في جهده متعمدًا للإعلان عن نطاق عمله وأعلن بالفعل عن وجوده في 3 أجزاء من ليبيا تحت سيطرته، وبات داعش نقطة جذب للجهاديين الذين يميلون للعنف وليس لديهم رحمة.

وأضافت أن نمو داعش في ليبيا مؤشر على العنف في البلاد وانعدام القانون بعد 4 سنوات من ثورة عام 2011 حيث تتنافس حكومتان للاستيلاء على السلطة، والمليشيات المسلحة هي الأكثر قوة من أي سلطة مركزية كما هي الحال في سوريا حيث ازدهر التطرف في ظل فراغ السلطة.
الجريدة الرسمية