رئيس التحرير
عصام كامل

الطين والتراب والهباب


يقول الجيولوجيون إن التراب إذا اختلط بالماء أصبح طينا، والطين يتحول إلى صخر تحت الحرارة والضغط، ويتفتت الصخر ويطحن ويعود ترابا وهذا حدث ويحدث في وعلى أرض الله.


ولكي نتخلص من الأتربة التي تملأ سماء عاصمة المعز، فعلينا أن نشجر جبل المقطم ونسيطر تماما على عملية البناء.. نطبق القانون على من يقوم بالبناء.. المهندس والمقاول ومهندس الحي والمالك وخلافه لكي لا يترك ناتج البناء في الشارع ويسبب الأتربة التي تأخذها الرياح وتنثرها في كل مكان، كذلك أعمال الحفر التي يقوم بها عمال الغاز والهاتف والكهرباء يجب أن يعود الشارع لأصله بترميم الحفر وإزالة الأتربة وكنسها ونظافة المكان ويلزم بذلك مهندس الحي ورئيس الحي.

نشتكي الآن من الرياح والعواصف الترابية، لقد ذكر المولي عز وجل الرياح في أربعة عشرة مرة في الذكر الحكيم، منها الطيبة مثل الذاريات والمقسمات ومنها المدمرة مثل الصرصر والعقيم.

وأخبرنا القرآن أنه توجد ستة عشر نوعا من الرياح وهي الذاريات والحاملات والجاريات والمقسمات والمرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات والملقيات واللواقح والمبشرات والمعصرات والصرصر والحاصبة والقاصف وريم الصبا ( تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم ).

أقسم الله بالرياح لما فيها من قدرات عظمته وبديع صنعته وإحكام خلقه.. فهو يرسلها لتكتمل الحياة على الأرض ونماء الخير لكافة الأنام للإنسان والحيوان والطير لتقوم بما سخرها الخالق من حمل السحاب وهي التي تنشره وتكونه وتقسم الأمطار وتوزعها على الأقطار رحمة للعباد كذلك منها ما يكون عقابا وهلاكا للأقوام الطاغية الباغية فتكون دمارا ووعيدا.

"وهو الذي يرسل الرياح.." إن العلي العظيم هو الذي يرسل الرياح للقيام بمهمتها التي خلقت لها فهي لواقح السحاب والنبات وهو يرسلها في كل اتجاه حارة وباردة لينة وعاصفة قبولا ودبورا.. ولو توقفت الرياح لفسد الهواء الجوي ولتوقفت الحياة على الأرض ولكن المولي وضع الأرض للأنام.

ويبدو أن مصر تعرضت في الأيام الأخيرة لهمسة من الريح العقيم..لأنها لا تلقح الأشجار ولا تنضج الثمار ولا تثير السحاب ولا تحمل الأمطار إنما هي ريح العذاب المثيرة للرمال والغبار فعلينا أن ننظف مصر من الغبار الذي يوجد في كل مكان.. أما الهباب فهو الحال....!
الجريدة الرسمية