رئيس التحرير
عصام كامل

ليس عندنا وزراء ولكن..!!


رغم ما تملكه مصر من ثروة بشرية هائلة وكوادر وكفاءات أثبتت نجاحًا مشهودًا باهرا في دول أخرى.. لكنها عازفة عن خوض التجربة هنا؛ بسبب ميراث البيروقراطية والثقافة المضادة للنجاح والعمل، أو لخشيتها الدخول في تجربة غير محسوبة في واقع مليء بالتحديات.. وكوادر الداخل لم تتم تجربتها، وربما تفتقد الحس السياسي والقدرة على مواجهة المشكلات؛ لأنها لم تتربَّ تربية سياسية سليمة، ومن ثم فإن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقولون.. وهو ما يتجلى واضحًا في أداء الحكومة في شتى المجالات.. التعليمية والاقتصادية والحزبية.


حكومة الببلاوي مثلًا، رغم أنها كانت حكومة ثورة تملك رصيدًا وظهيرًا شعبيًا يؤهلها لاتخاذ قرارات صعبة، وتضم بين أعضائها "منظرين" في علوم الاقتصاد والسياسة، لكنها للأسف كانت تفتقد الحس السياسي، فتأخرت قراراتها في فض بؤرتي الإرهاب في رابعة والنهضة، فكان ما كان من تداعيات.. ولم تُحدِث تغييرًا ملموسًا في ملفات مزمنة كأزمة الوقود والطاقة وانقطاع الكهرباء ومخلفات القمامة وأزمات الأسعار وغيرها؛ ربما لقصر المدة أو لقصر النظر وغياب الرؤية والحس السياسي.

قليلون هم الوزراء السياسيون الذين تولوا مناصب وزارية في مصر.. الأغلب الأعم يعمل بسياسة التابع أو القطيع أو ينتظر توجيهات الرئيس، ويفاخر بذلك ويظن أن يمد بذلك مدة بقائه في الكرسي الوزاري.. ومن ثم غابت الحلول المبتكرة وتفاقمت المركزية، وتراكمت معها الأزمات حتى صار المنصب طاردا للكفاءات ومدعاة للفرار منه، فاقدًا لوجاهته وجاذبيته.
الجريدة الرسمية