"تايم الأمريكية": فرنسا تنجح في بيع 24 مقاتلة لمصر بـ5.9 مليارات دولار.."القاهرة" تواجه تهديدات خارجية وداخلية.. تنويع إمدادات القوات المسلحة هدف رئيسي من الصفقة.. وخبير يؤكد: "مصر" ليست بحاجة للطائرة
سلطت مجلة تايم الأمريكية، اليوم الأحد، الضوء على السبب الحقيقي وراء شراء مصر الطائرات المقاتلة "رافال" من فرنسا، حيث ترى أن أمريكا هي التي تملك زمام أمور كل شيء.
صفقة ضخمة
وقالت المجلة إنه بعد 20 عاما من البحث، استطاعت فرنسا أن تجد مشتريا للطائرة رافال، وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عن أن مصر ستشتري 24 طائرة كجزء من صفقة بقيمة 5.2 مليارات يورو، أي بنحو 5.9 مليارات دولار.
فشل تسويق الطائرة
وأشارت إلى أن الطائرة رافال دخلت الخدمة منذ عام 2006، وتم اختبارها في بعض الدول مثل أفغانستان وليبيا ومالي، ومؤخرًا في الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش، وحاولت شركة "داسو" الفرنسية المصنعة للطائرة، عقد صفقات لبيعها لكل من البرازيل وليبيا والمغرب وسويسرا، ولكن دون جدوى، ويجرى الآن مفاوضات مع الهند وقطر.
تهديدات تواجه مصر
ونقلت المجلة عن الرئيس الفرنسي قوله: "إن مصر تسعى لشراء الطائرة بسرعة؛ بسبب التهديدات التي تواجهها، ومصر قادرة على العمل لدعم الاستقرار".
عجز بالميزانية
ورأت المجلة الأمريكية، أن مصر تعاني من نقص الميزانية، ومن المستغرب أن تكون المشتري للطائرة المقاتلة الفرنسية، مشيرة إلى أن مصر لديها أكبر قوة جوية في أفريقيا، ومن غير المرجح أن تعمل طائرة رافال الأكثر تطورًا في السوق على مكافحة التمرد على الأراضي المصرية.
تنويع الإمدادات
يقول الخبراء: إن هدف مصر من شراء الطائرة رافال، قد يكون تنويع إمداداتها بعدما اتخذ الجيش خطًا تقليديا واحدا من أمريكا التي يعتمد عليها في الأسلحة، وذلك بسبب المساعدات السنوية التي تقدر بمليار دولار.
وترى المجلة، أن اختيار المعدات العسكرية الفرنسية يدل على أن مصر لا تعتمد حصريا على الولايا المتحدة، حيث أكد جون الترمان - نائب الرئيس الفرنسي الأول ومدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية - أن مصر تعتمد على الولايات المتحدة كنوع من ترتيب الطوارئ حتى لا يتم استبعادها نتيجة ضغط الكونجرس لتغيير سياساتها على التعامل مع المنشقين، ويدل هذا على إرسال رسالة.
اضطراب الأوضاع
وأكدت أنه من الضروري مواجهة مصر التهديدات الأمنية على جبهات متعددة، من بينها الاضطرابات في شبه جزيرة سيناء والإرهابيين الذين تعهدوا بالولاء لداعش وشنوا هجمات مميتة على المنشآت العسكرية والنفطية، وعلى الحدود الغربية أيضا تواجه مصر اضطرابات بسبب فراغ السلطة في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، وباتت ليبيا موطء قدم للإرهابيين الذين ذبحوا 21 مسيحيا مصريا بعد اختطافهم، ما يمثل تهديدا للقيادات المصرية.
لا حاجة لـ "رافال"
ونقلت المجلة عن روبرت سبرنجبورج، خبير في شئون الجيش المصري قوله: "إن مصر ليست بحاجة للطائرة رافال، فسلاح الجو في مصر لديه ما يصل إلى 230 طائرات مقاتلة من نوع "إف 16"، والمشكلة ليست في عدم وجود طائرات لكن في عدم وجود طيارين مدربين بما يكفي، وطائرات الأباتشي الأمريكية على وجه الخصوص تكفي وستكون أكثر فعالية لمواجهة التمرد، وهذا شيء واضح، ويتوافق مع الأولويات الوطنية لذلك ليس هناك حاجة عسكرية لشراء المزيد من الطائرات المقاتلة".
تعافي الاقتصاد
وأضافت أن الاقتصاد المصري لم يتعافَ من الاضطرابات التي أعقبت الاحتجاجات في الربيع العربي، الذي أطاح بالرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011، وعززت حكومة السيسي إلى حد كبير بـ 12 مليار دولار مساعدات من دول الخليج الغنية بالنفط، ومصر لديها بطالة بنسبة 13% وأكثر من نصف السكان تحت عمر 25 عاما، ويتوقع صندوق النقد الدولي بلوغ النمو 3.8% للسنة المالية الجديدة، وهي خطوة نحو الاتجاه الصحيح، ولكن ما يزال أقل بكثير من المتوسط البالغ 5% قبل ثورة عام 2011.
تسهيلات في البيع
ويرى "والترمان" أن فرنسا كانت يائسة لبيع رافال بعد 20 عاما، في حين أفادت وسائل الإعلام المصرية، بأن دول الخليج مولت صفقات عسكرية مصرية والبنوك الفرنسية طرحت التمويل لأكثر من نصف سعر الشراء، بالرغم من دوافع مصر لشراء الطائرة غير واضح، ومن المتوقع أن فرنسا تقدم خصما حادا لمصر لتحقيق بيعها الأول، بينما تتفاوض مع الهند بأمر أكبر لشرائها 126 طائرة رافال.