رئيس التحرير
عصام كامل

القاتل الحقيقي.. من سمح بعودة الجماهير للملاعب!!


إن من أسباب أزماتنا المتكررة غياب الحس السياسي والرؤية الخلاقة والجهل بمقتضيات المسئولية السياسية وحدودها في المناصب العامة، ناهيك عن غياب التنسيق وثقافة المحاسبة السياسية لمن يتولون تلك المناصب.. وليس بعيدًا عن ذلك ما حدث من فاجعة أمام استاد الدفاع الجوي في مباراة الزمالك وإنبي، والتي راح ضحيتها 22 شخصًا جراء تدافع جماهير "وايت نايتس" الذين حاولوا اقتحام الاستاد دون تذاكر بالمخالفة للقانون والعرف الرياضي، وهو ما تاجرت به جماعة الإخوان الإرهابية كعادتها أمام العالم رغبة في تشويه صورة الدولة وإظهارها في صورة مضطربة لا سيما قبيل الزيارة المهمة للرئيس بوتين إلى مصر وللتشويش على المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في مارس المقبل بشرم الشيخ وبالتزامن مع فتح أبواب تقديم أوراق المرشحين لمجلس النواب المقبل.


وبصرف النظر عن ملابسات الحادث ومن تسبب فيه، وهل ثمة أيادٍ خفية دفعت لمثل هذه الكارثة وخططت لها مثلما فعلت سابقًا في مجزرة بورسعيد.. فإن ثمة قصورًا واضحًا لدى المسئولين عن تلك الفاجعة سواء داخل المنظومة الرياضية التي تحتاج لجراحة عاجلة وحساب المقصرين أو حتى داخل وزارتي الشباب والداخلية.. فتوقيت المباراة خاطئ والتعامل مع الأزمة تسبب في تفاقمها، وهو ما تتحمل الحكومة المسئولية الأولى فيه.

إن المتسبب في ما حدث هو من وافق على عودة الجماهير للملاعب دون دراسة كافية ولم يراع الظروف الصعبة التي ما زالت تمر بها مصر الأمر الذي يحتاج لعلاج وحساب المقصرين - كل المصريين - والتعلم من أخطائنا مستقبلًا.. فمتصيدو الأخطاء كثر وجماعة الشر والمتآمرون بالداخل والخارج لا يألون جهدًا لإسقاط الدولة وقتل الشعب للعودة للحكم ولو على الجثث والأشلاء ومن ثم فالحذر مطلوب والتراخي أو التقاعس خيانة.. والعدالة البطيئة جريمة في حق مصر كلها!!
الجريدة الرسمية