رئيس التحرير
عصام كامل

10 أعوام على اغتيال رفيق الحريري.. «نيويورك تايمز»: تورط حزب الله في الحادث.. عماد مغنية أصدر أوامر بتنفيذ العملية.. المحكمة الدولية تتهم 5 من عناصر الحزب.. و«عياش» اشترى سيارة من


توفى رفيق الحريري - رئيس الوزراء اللبناني الأسبق - في مثل هذا اليوم من عام 2005، عندما انفجر ما يعادل 1800 كيلوجرام من الـ "تي إن تي" لدى مرور موكبه بجانب فندق سانت جورج، في العاصمة اللبنانية بيروت.


وتحملت سوريا جزءا من غضب الشارع اللبناني والدولي، وذلك بسبب الوجود السوري العسكري والاستخباراتي في لبنان، وكذلك بسبب الخلاف بين الحريري وسوريا قبل تقديمه لاستقالته.

وحققت لجنة من الأمم المتحدة بقيادة "ديتليف ميليس" في الحادث، وأشار التقرير إلى إمكانية تورط عناصر رسمية سورية وأفراد من الأمن اللبناني، وتولى قيادة لجنة التحقيق بعد ميليس القاضي البلجيكي سيرج براميرتز، بينما يتولى التحقيق حاليا دانيال بلمار.

وأكد سعد الحريري، على أن "لبنان قبل عشر سنوات كانت في طور الإعمار، وجاء من يحاول إيقاف هذا الإعمار، ورفيق الحريري هو مشروع إعمار وإنماء واقتصاد.. قبل عشر سنوات كنا نرى كل ذلك، وبعد عشر سنوات بتنا نرى هذا المشروع يتعرض إلى محاولات متتالية لوقفه، لكننا مستمرون".

مفاجآت جديدة في التحقيقات
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا قبل بضعة أيام من الذكرى العاشرة لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، طغى هذا التقرير على اهتمام وسائل الإعلام اللبنانية، لما له من انعكاسات على الساحة الداخلية، خاصة الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل".

أمر مباشر من "مغنية"
التقرير حمل اتهاما مباشرا للمسئول العسكري السابق لـ "حزب الله" عماد مغنية، بإعطاء الأمر النهائي بتنفيذ عملية الاغتيال في 14 فبراير 2005.

ويشار إلى أن مغنية قتل في 12 فبراير عام 2008، في انفجار بالعاصمة السورية دمشق، واتهمت سوريا وحزب الله اللبناني إسرائيل باغتياله.

تسريبات
التقرير الذي أعده "رونين بيرجمان" - صحفي إسرائيلي متخصص في الشئون الأمنية - الذي لم يخف في تقريره، أنه حصل على معلومات من "مسئولين استخباراتيين إسرائيليين"، إلا أنه عرض في أكثر من فقرة من التقرير المطول، ما قال إنها معلومات "مستقاة من التحقيق نفسه".

غالبية ما ورد في تحقيق "بيرجمان" معروف لدى المعنيين بملف المحكمة، ورغم أن ما نشر في قرار الاتهام بحق كوادر من المقاومة لم يتطرق إلى تفاصيل وردت في التحقيق الإسرائيلي ـــ الأمريكي، إلا أن ما يعرف بـ "الأدلة السرية" هو ما يتعلق بمعطيات وأخبار أعدها فريق التحقيق الدولي، وتتعلق بما يقولون إنه "دليل قوي على صحة الاتهام الموجه إلى كوادر حزب الله".

متهمون
وتتهم المحكمة الدولية خمسة عناصر ينتمون لحزب الله، بتنفيذ عملية الاغتيال، مستندة إلى دليل قائم على شبكة اتصالات بين العناصر الخمسة، وهم - إلى جانب بدر الدين - كل من: "سليم عياش، وأسد صبرا، وحسين عنيسي، وحسن مرعي بدر الدين".

مكالمة مغنية
وجاء في تقرير "بيرجمان"، أن المحققين وجدوا أن المتهم "بدر الدين" الذي كان يعيش حياة أخرى تحت اسم "سامي عيسى"، اتصل "بمغنية" لمدة 14 ثانية من منطقة قريبة من فندق "سان جورج" في بيروت - الذي وقع التفجير قريبا منه - قبل التفجير، ربما لأخذ الموافقة الأخيرة على العملية، وأن الخطوط الهاتفية الثلاثة عشر التي يستخدمها توقفت بشكل غير معهود لمدة ساعتين بعيد التفجير. 

بدر الدين - وحسب التحقيقات - أرسل قبل يوم من الاغتيال، رسالة هاتفية إلى صديقته تقول: "لو علمت أين كنت لأزعجك الأمر كثيرا"، ويتابع التقرير: أن "من الصعب معرفة إن كان بدر الدين قصد الاعتراف بخيانة صديقته أو أمرا أبعد من ذلك قد يزعجها لكونها مسلمة سنية".

وتولى "بدر الدين" معظم المسئوليات التي كان يتولاها "عماد مغنية" في القيادة العسكرية لحزب الله بعد اغتيال الأخير، وفقا للتحقيق الذي نشرته نيويورك تايمز.

أنف الانتحاري
وحسب بيرجمان، فإن المحققين عثروا على "جزء كبير من أنف الانتحاري"، ويظن المحققون أنه "وفق شكل الأنف"، يرجح أن يكون الانتحاري من "أثيوبيا أو الصومال أو اليمن".

شبكة الهواتف الأرجوانية

ومن بين المعلومات المسربة، يفيد تقرير "نيويورك تايمز" بأن المتهم "حسن حبيب مرعي" استخدم رقم الهاتف المحمول التابع لـ "شبكة الهواتف الأرجوانية" التي شاركت في تنفيذ الاغتيال، لـ "طلب مفروشات لمنزله في نوفمبر 2004".

ونقل بيرجمان عن مسئولين في "الاستخبارات الإسرائيلية"، أن "مرعي" هو "المسئول عن عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين في 12 يوليو 2006، وأنه كان منذ عام 2003 قائد القوات الخاصة لحزب الله".

و"مرعي" - حسب التحقيقات الدولية - هو من أدار "شبكة الهواتف الأرجوانية" في الفرق "التي شاركت في عملية الاغتيال".

كما بينت المعلومات، أن تلك الفرق استخدمت شبكة واسعة من الهواتف المحمولة والأرضية، وأن كل الهواتف التي استخدمت في الإعداد والتنسيق للعملية توقفت تماما عن العمل إثر الاغتيال.

فرق عمل
وكشفت المعلومات التي توصل إليها المحققون الدوليون، التي اعتمدت خاصة على كشوف الاتصالات الهاتفية، أن المجموعة التي نفذت عملية الاغتيال انقسمت إلى فرق تولت مراقبة الحريري منذ استقالته من رئاسة الوزراء في أكتوبر 2004، وحتى تفجير سيارة "متسوبيشي" محملة بطنين من المتفجرات.

التفجير الذي وقع وسط العاصمة اللبنانية "بيروت"، وأسفر عن مقتل "الحريري" و21 آخرين، بينهم الوزير الأسبق "باسل فليحان"، تلك الحادثة التي عجلت بخروج القوات السورية من لبنان.

ونقل التحقيق عن الادعاء في المحكمة الخاصة بالحريري، أن المتهم سليم عياش - وهو قائد إحدى المجموعات العسكرية لحزب الله- ضالع في عملية تنسيق شراء شاحنة ميتسوبيشي من مدينة طرابلس شمال لبنان، وأن المتهم الآخر حسن حبيب هو الذي قاد المجموعة التي تولت التغطية ضمن عملية الاغتيال.

أبو عدس كبش الفداء

كما توصل المحققون، إلى أن الشبكة التي خططت للاغتيال قد تكون تخلصت بالقتل من "أحمد أبو عدس" الذي تم تقديمه في شريط مصور بعد التفجير مباشرة بوصفه "الانتحاري" الذي نفذ الهجوم.

وخلصت تحاليل الحمض النووي، إلى أنه لا أثر لأشلاء تعود لـ "أبو عدس"، بين الأشلاء التي عثر عليها في موقع التفجير.

يذكر أن بيرجمان قال في تقريره: إنه عمل "على مدى عام كامل" على جمع المعلومات من خلال مقابلات وأبحاث في سبع دول، واطلع على آلاف الصفحات التي تتضمن أدلة عن التحقيقات، مبديا تعاطفا مع ضحايا التفجير، وخصوصًا أحمد أبو عدس الذي وصفه بـ "الساذج صاحب القلب الطفولي".
الجريدة الرسمية