رئيس التحرير
عصام كامل

هل ينجح أحمد عز؟!!


بعد هدوء العاصفة الأولى وظهور بوادر لهجمة أخرى لا تقل ضراوة عن تلك التي لم ينته رجل الأعمال أحمد عز، من لملمة بعض أطرافها وأسبابها، يصبح التساؤل الأكثر إلحاحا هو.. هل ينجح أحمد عز في الانتخابات البرلمانية القادمة؟ 

الإجابة عن هذا التساءل، قد تكشف جزءا من تفاصيل وأسباب الهجوم، وقبل الإجابة يصبح التساؤل الأسبق هو.. هل يترشح أحمد عز للانتخابات القادمة؟!!

أجاب أحمد عز إجابتين متباينتين تماما.. الأولى هي تلك التي قالها للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، وكانت قاطعة بالنفي.. أما الإجابة الثانية هي التي أعلنها لخصومه ولأتباعه، وهي التي أعلن من خلالها عزمه خوض المعركة الانتخابية القادمة.

ألقى أحمد عز بحجر فى مياه عطبة، حركت وصبة جبال من الأمواج بعضها لأسباب منطقية، وبعضها مناقضة لذلك تماما، غير أن الصورة الإجمالية قد يتصورها البعض حائط صد ضد عودة عز للمشهد السياسي.

الأحزاب السياسية لم تعر الأمر اهتماما، باستثناء حزب "المصريين الأحرار"، الذي راهن على وعي الجماهير، ونتصور أنه قصة وعي الجماهير قد تكون هي ذاتها اللاعب الأساسي الذي أراد أحمد عز نفسه، أن يراهن عليه، وقد يكون هو نفسه السبب الذي جعل أقلاما كثيرة تطال أحمد عز فيما أقدم عليه أو ينتوي الإقدام عليه.

"المصريين الأحرار" يرى من وجهة نظره، أن الجماهير لديها القدرة على كشف الغث من الثمين، وأحمد عز لا يمكن أن يرى نفسه غثا لذا فهو أيضا يراهن على ذلك.. الأقلام الأخرى انقسمت فيما بينها حول قدرة المال السياسي في التأثير على إرادة الناس، وهؤلاء لم يجيبوا عن التساؤل الأصعب.. هل المال السياسي ليس واحدا من أدوات السلفيين على سبيل المثال لا الحصر؟.. هل المال السياسي ليس واحدا من أدوات كافة التيارات المتصارعة الآن؟.. هل المال السياسي سيكون بعيدا عن الإرهابية هذه المرة؟!!

المعركة الدائرة الآن تتجه بنا إلى مؤشر خطير حول قدرة الجماهير على ممارسة حق الاختيار، ومن ثم يعيدنا هذا التصور إلى ما طرحه الراحل عمر سليمان، وهاجمناه جميعا، وهو أن الشعب المصري لم يصل إلى حالة من النضج تجعله قادرا على الاختيار الصحيح.. قد يكون مقصد الراحل يدور حول فكرة استقلال قرار المواطن بعيدا عن تأثيرات المال والسلطة والعوذ والحاجة، وغيرها من التأثيرات التي قد يتعرض لها المواطن في حياته.

الأهم هو أن جانبا كبيرا من المعركة يصب في هذا الاتجاه.. إذا كنا نثق في قدرة الناس على الاختيار، فإننا ساعتها سنكون مع رؤية حزب "المصريين الأحرار"، أما إذا كنا لا نثق فى قدرة المواطن على ممارسة حقوقه، فإن الأمر يعيدنا إلى التساؤل الأخطر وهو.. هل الديمقراطية هي السبيل الوحيد لحكم بلد مثل مصر؟!!!
الجريدة الرسمية