رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. تفاصيل القمة المصرية الروسية بين السيسي وبوتين


عقب انتهاء مراسم الاستقبال الرسمية اليوم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بقصر القبة، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات مغلقة مع الرئيس الروسي، تلتها جلسة مباحثات موسعة، بحضور الوفدين المصري والروسي.


وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أعرب عن شكره لمواقف روسيا الداعمة والمساندة لمصر ولإرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو، معربًا كذلك عن تقديره الشخصي للرئيس بوتين، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن الحفاوة التي قوبل بها من الشعب المصري تعكس المكانة التي يحتلها في قلوب المصريين.

وأكد الرئيس تطلعنا لإقامة أسس متينة لعلاقات إستراتيجية بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة، مبرزًا وجود عدة مجالات يمكن تعزيز التعاون الثنائي فيها.

ووجه الرئيس الدعوة للجانب الروسي لزيادة حجم استثماراته في عدد من المجالات الحيوية، ومن بينها مشروع المركز اللوجستي للحبوب والغلال بدمياط، وكذا في قطاعات الطاقة والنفط والغاز وفي المجال الزراعي، منوهًا إلى تحديد موقع المنطقة الصناعية الروسية في منطقة عتاقة بخليج السويس.

وأعرب الرئيس كذلك عن تطلعنا لزيادة أعداد السائحين الروس، في ضوء ما تتمتع به مصر من إمكانات هائلة في مجال السياحة.

كما أكد الرئيس أن ظاهرة الإرهاب تهدد مصر والمنطقة العربية، مشيرًا إلى امتداد مخاطرها لمختلف أنحاء العالم، مشددًا على ضرورة زيادة آفاق التعاون المشترك بين الدولتين لمحاربة الإرهاب والفكر المتطرف الذي يقف من وراءه، مؤكدا الحاجة لتبني خطاب ديني معتدل ووسطي يدعو للتعايش المشترك واحترام الاختلافات الثقافية، إضافةً إلى أهمية إغلاق مواقع الإنترنت التي تُستخدم في تجنيد الشباب ونشر الفكر الإرهابي.

من جانبه، أعرب الرئيس بوتين عن شكره على الاستقبال الرسمي والشعبي الحافل، مؤكدًا تطلع الجانب الروسي لدفع وتنمية العلاقات الثنائية مع مصر، ومشيرًا إلى تفعيل عمل اللجان والمجالس المشتركة خلال الفترة الماضية، بهدف الارتقاء بمستوى العلاقات والعمل على تنميتها.

كما تناول الرئيس الروسي النشاط الملحوظ الذي شهدته العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، لاسيما خلال عام 2014، مبرزًا التوجه نحو مضاعفة حجم التبادل التجاري بينهما من 2.5 إلى 5 مليارات دولار مع نهاية عام 2015، بفضل زيادة الصادرات الزراعية المصرية لروسيا، وارتفاع حجم صادرات القمح الروسي إلى مصر.

ونوه كذلك إلى الإمكانات المتاحة أمام البلدين لدفع التعاون في عدة قطاعات، ومن بينها الطاقة، لاسيما النووية، والغاز والنفط، وتصنيع الشاحنات، والسيارات، والاستخدام السلمي للفضاء والتعاون عبر الأقمار الصناعية، وكذلك تفعيل العلاقات الثقافية والعلمية والتعليمية.

كما أعرب الرئيس بوتين عن الارتياح لزيادة أعداد السائحين الروس في مصر، حيث تجاوزوا نحو 3 ملايين سائح في عام 2014، مشيرًا في هذا الشأن إلى أن استقرار الأوضاع في مصر قد ساهم في زيادة التدفقات السياحية الروسية. كما أشار إلى بلوغ عدد الشركات الروسية العاملة في مصر 400 شركة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن مباحثات الرئيسين تطرقت لمناقشة عدد من المسائل الإقليمية والدولية، لاسيما تكثيف الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، فضلًا عن بحث المقترحات المطروحة لمعالجة الأزمة السورية في ضوء الاتصالات التي يقوم بها الجانبان مع مختلف الأطراف في سوريا، وكذلك القضية الفلسطينية والأوضاع في كل من العراق وليبيا واليمن.

وأوضحت المناقشات تطابق وجهات النظر بين البلدين إزاء الحفاظ على سيادة هذه الدول ووحدة أراضيها، والعمل على إيجاد تسوية سياسية للأزمات التي تشهدها.

وحضر الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم، وهى اتفاق مبدئي لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، وكذلك مذكرتيّ تفاهم في مجال الاستثمار، الأولى بين وزارة الاستثمار المصرية ووزارة التنمية الاقتصادية الروسية لتشجيع وجذب الاستثمارات الروسية، والثانية بين وزارة الاستثمار وصندوق الاستثمار المباشر الروسي لتعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين.

بعد ذلك، ألقى كل من الرئيسين كلمة أمام ممثلي وسائل الإعلام، وتضمن البيان الذي ألقاه الرئيس استعراض أبرز المحاور التي تضمنتها المباحثات بين الوفدين المصري والروسي، لاسيما ما يتعلق بتعزيز آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، فضلًا عن زيادة التنسيق بينهما إزاء التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه، أعرب الرئيس الروسي في كلمته عن شكره لمصر، قيادة وحكومة وشعبًا، على الاستقبال الرسمي والشعبي الحافل الذي وجده بالقاهرة.

كما تناول الرئيس بوتين الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية التي جرت مناقشتها خلال المحادثات الثنائية، استكمالًا للمباحثات التي أجراها الرئيسان خلال زيارة الرئيس منتجع سوتشي الروسي في أغسطس 2014، موجهًا الدعوة للرئيس لزيارة روسيا مرة أخرى.

وأكد الرئيس الروسي، في كلمته، أن تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك كان في صدارة الموضوعات التي تم بحثها، وتطرق كذلك إلى القضايا الإقليمية والدولية التي تم بحثها.

أقام الرئيس مأدبة غداء تكريمًا لضيف مصر الكبير والوفد المرافق، كما حرص الرئيس على مرافقة الرئيس الروسي لتوديعه بالمطار.
الجريدة الرسمية