رئيس التحرير
عصام كامل

«فتح الله كولن» يهاجم أردوغان على صفحات نيويورك تايمز.. الحكومة تجر البلاد إلى نظام استبدادي قمعي.. الرئيس التركي عاقب المحققين بقضايا الفساد بالنفي والنقل.. والإعلاميون آخر ضحايا النظام


هاجم رجل الأعمال التركي "فتح الله كولن"، نظام الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، على صفحات صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مؤكدا شعوره بخيبة الأمل لما آلت إليه الأوضاع في البلاد بعد تولى أردوغان السلطة. 


خنق المجتمع المدنى
وقال: إن التزام النظام سابقا بمبدأ الفصل بين السلطات والمساواة بين الرجل والمرأة واحترام حقوق الإنسان وخصوصا الأقليات والالتزام بسيادة القانون، كانت سبب نجاحه لكن تحول حزب العدالة والتنمية الحاكم لاتباع سياسات معاكسة وتضييق الخناق على منظمات المجتمع المدني والإعلاميين والقضاء وحرية التعبير مما أضر بالدولة التركية كثيرا.

انتهاك الدستور
وأوضح أن الحكام الحاليين يجيزون لأنفسهم انتهاك الدستور وتخويف المعارضة، مشيرا إلى محاولتهم تصوير أي انتقاد لهم على أنه هجوم على الدولة والتعامل مع أي منتقد لهم على أنه عدو متهم بالخيانة، وهو ما يجر البلاد في رأيه إلى نظام استبدادي سلطوي.

السيطرة على الإعلام
وتابع أن أردوغان وأتباع حزبه لم يفوزا بمناصبهما الحالية إلا بسبب رأسمالية أنصارهما وسيطرة الحكومة على وسائل الإعلام التي يعتبر العاملون بها هم آخر ضحايا القمع والإجراءات التعسفية، وخصوصا بعد أن أدخلت الحكومة تعديلات على النظامين القضائي والقانوني، تسمح باعتقال الأشخاص وعرضهم على المحكمة، وهو ما سمح باعتقال مدير قناة "سامان يولو"، واحتجازه منذ ديسمبر الماضي وحتى الآن.

نفى المحققين
وكشف أن الموظفين بالقطاع العام المسئولين عن التحقيق في قضايا الفساد المزعومة بحق وزراء سابقين وأبنائهم، واجهوا عقوبات بالنفي والنقل من مناصبهم، كما أن السلطات اعتقلت بعضهم دون أي تهم واضحة، سوى تأدية واجبهم الذي يفرضه عليهم عملهم، مؤكدا أن تلك الممارسات تثبت أن الحزب الحاكم يستهدف كل من يعترض طريقه بالافتراءات والعقوبات والاتهامات الخالية من الصحة.

وأكد "كولن" أن النظام الحالي ينتهج سياسة تصنيف أفراد المجتمع حسب انتماءاتهم، وهو ما يعتبر دليلا على التعصب وعدم التسامح، معربا عن حزنه من محاولة بعض الأساتذة في قسم الدراسات الإسلامية، إيجاد حجج دينية للظلم الذي يقترفه حزب العدالة والتنمية، أو أن يلتزم بعضهم الصمت المطبق تجاه ما يحدث من انتهاكات.

تعطيل الديمقراطية
واختتم رجل الأعمال التركي مقاله بقوله: "لقد وصلت تركيا اليوم إلى مرحلة أُلغي فيها العمل بالديمقراطية وحقوق الإنسان".. مطالبا القائمين على الحكم بإنهاء ممارساتهم القمعية الحالية، وأن يستخدم المواطنون الأتراك حقوقهم القانونية والديمقراطية مرة أخرى في سبيل الحفاظ على مستقبل بلدهم.
الجريدة الرسمية