سيادة الرئيس.. تخلص من القتلة
المتابع لتفاصيل مذبحة الدفاع الجوي، يدرك أن من بين أدوات النظام معاول هدمه.. الذين خرجوا على الناس ليتحدثوا عن شباب بدون تذاكر، والذين أشعلوا نار الغضب بوضع القفص الحديدي المهين والقاتل، والذين تحدثوا إلى الإعلام حول أسطورة التدافع والذين أشاروا إلى الرئيس أن يتعامل مع الحدث الجلل بأعصاب نظام مبارك، وعلى طريقة الفائض البشري في مصر يسمح بفقد 19 شابا يافعا، دون كلل أو ملل أو حتى حزن.. كل هؤلاء هم أعداء النظام المصري الجديد.
الذين تحدثوا عن مؤامرة الإخوان ودورهم في المذبحة عليهم أن يسلموا البلد للإخوان طالما أننا غير قادرين على مواجهة مؤامراتهم.. الذين تحدثوا عن تلوث الألتراس كان لزاما عليهم أن يقولوا للناس، إن هذا لا يعني أن نفقد أبناءنا بتلك السهولة.. الذين تحدثوا عن أمواج بشرية بلا تذاكر كان عليهم أن يستحيوا وأن يخجلوا فحياة الشاب لا يمكن أن تساوي ثمن تذكرة للاستاد.
إن الإعلام المباركي الذي كان يسيطر على معظم القنوات، لم يكن يصب في صالح النظام الجديد.. كل من تطاولوا على ضحايانا يسيرون على درب الإخوان.. يعملون لصالح مبارك ضد السيسي.. ما أكثر هؤلاء الذين تصوروا أنهم بإطلالات مزيفة قد يؤثرون على الرأي العام.. الغضب يجتاح البيوت في بر مصر، والناس تكاد تنفجر لأن مسئولا حكوميا لم يخرج ليقول كلمة حق.. ليطالب بإقالة المسئول عن المذبحة.
النظام نفسه لا يزال يتحرك وفق آليات مبارك.. لو أقال مبارك وزير داخليته بعد الخامس والعشرين من يناير لاختلف المشهد .. تباطأ مبارك فدهسته حركة الجماهير، وأخشى أن يكون الرئيس عبد الفتاح السيسي قد بدأ في التخلي عن جماهير انتخبته بالأمس وليس لديها ما يمنع أن تتحرك عكسيا اليوم.
السيد الرئيس.. لا تتحمل أوزار الآخرين.. تخلص من كل متورط فى دماء أبنائك.. تطهر من كيد الكائدين.. ابتعد بنفسك عن مناطق السكوت على إهدار الدم الطيب.. الجماهير اختارتك لتكون سيفها لا رمح الأعداء عليها!!