رئيس التحرير
عصام كامل

معركة استنزاف مصر.. وداعش فضحت الجميع!


الإرهاب عدو خفي يتستر بالأفكار المغلوطة والمخادعة، وإلا ما وجدنا شبابًا يفجرون أنفسهم ويضيعون حياتهم طمعًا في جنة وعدهم بها شيوخ الفتنة والضلال.. فهل حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة جوعًا وحرقًا، وقتل ورجم الأبرياء وإزهاق الأرواح جهاد يقبله الله الذي نهى عن قتل النفس التي حرم قتلها إلا بالحق..


ولأن المعركة مع الإرهاب هي في أساسها معركة مع الفكر الضال المتطرف والمتجذر في بيئة لم تقاومه منذ عقود بطريقة صحيحة، ومن ثم فإنها تحتاج لوقت لا يمكن التنبؤ به أو تحديده بدقة، كما تحتاج لطريقة غير تقليدية في محاربته وأدوات تتماشى مع سرعة انتشار الفكر الإرهابي في العالم وخصوصًا العربي..

الأمر الذي دعا الرئيس السيسي، في أحد خطاباته الأخيرة، إلى أن يقول إنه لا يستطيع وحده خوض معركة الإرهاب، فالأمر يحتاج لتوحد المصريين جميعًا على قلب رجل واحد، فتغيير الأفكار ليس أمرًا هينًا، لاسيما الأفكار الدينية التي تستهوى بعض شبابنا تحت ضغط الإحباط والفراغ اللذين تسببت فيهما عقود من الإهمال وسوء الإدارة.

لا يترك الرئيس السيسي، مناسبة دون أن يذكرنا بأن لكل منا دورًا وعليه واجب في معركة استنزاف مصر التي فرضت علينا من حلف الشر الذي لا يزال يعمل بكفاءة وتنسيق وتناغم، فأهدافهم واحدة وهي كسر إرادة المصريين وتركيعهم تمهيدًا للصعود فوق أنقاض مصر والدول العربية.. ولكل مطمعه ومآربه، وهذا لن يحدث أبدًا مادامت جبهتنا الداخلية موحدة، يقظة في وجه مخططات الأعداء في الداخل والخارج.. الذين لا يرضيهم أن تقوم مصر وتتعافى وتضطلع بدورها المحتوم بحكم التاريخ والجغرافيا والامتداد الحضاري والعروبي والإسلامي.

ويبقى أن نقول إذا كانت داعش صناعة أمريكية استخدمها الغرب لتنفيذ مشروعه وأهدافه في المنطقة.. فإنها في الوقت نفسه، كشفت وفضحت كل الأطراف المتآمرة والمتصارعة من أجل مشروع الخلافة الإسلامية المزعوم.

داعش كشفت المستور ولسه.
الجريدة الرسمية