رئيس التحرير
عصام كامل

«حزب نتنياهو» يتراجع ويخسر مقاعد في البرلمان.. «ليبرمان» يطالب بتعيينه وزيرًا للدفاع في الحكومة المقبلة.. توجه أمريكي لتعيين «يتسحاق هرتسوج» رئيسًا للوزراء.. والمؤسسات ال



تشهد الساحة السياسية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، معارك شرسة يهتم فيها كل طرف بمصلحته فقط، ففي ظل اللغط الذي أثاره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإلقائه خطبة في البيت الأبيض في ظل حملته الدعائية، وما أعقبه، من انزعاج داخل الإدارة الأمريكية، وكذا دعوة نتنياهو ليهود فرنسا بالتوجه لإسرائيل، يتبنى وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان نفس السياسية ويعلن عن نيته في تولي حقيبة وزارة الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، متوجها لليهود الروس.


شعبية نتنياهو تتدهور
في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات الرأي، إلى أن شعبية حزب إسرائيل بيتنا تتدهور (من 13 مقعدا يحتلها اليوم إلى 6 مقاعد)، وخرج رئيسه وزير الخارجية، أفيجدور ليبرمان، بتصريحات يقول فيها إنه سيضع شرطا لدخول أية حكومة مقبلة، هو أن يتولى حقيبة وزارة الدفاع. 

ليبرمان يتوجه لليهود الروس
وفي سبيل ذلك، توجه ليبرمان إلى اليهود الروس في إسرائيل بالدعوة إلى التصويت له، باعتباره "الوحيد المدافع عن كرامتكم وحقوقكم والوحيد الذي يتصدى للتمييز العنصري المنتهج ضدكم" بحسب وصفه.

وجاء ذلك في محاولة من ليبرمان لفرض وجوده على الأجندة الانتخابية الإسرائيلية، التي ما زالت مشغولة بالخطاب الذي ينوي رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلقاءه في الثالث من الشهر المقبل (أي قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية) في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ (الكونجرس) في الولايات المتحدة.

وبعد أن اتضح أن نتنياهو رتب لهذه الزيارة دون معرفة البيت الأبيض، وأنه قصد التركيز في خطابه على «خطر التوصل إلى اتفاق بين الدول العظمى وإيران على وقف مشروعها النووي»، تدهورت العلاقات بين نتنياهو والبيت الأبيض إلى الحضيض، وباتت تهدد بأزمة يصعب التغلب عليها.

ضربة أمريكية لنتنياهو
وقالت مصادر إسرائيلية إن قرار نائب الرئيس، جو بايدن، بعدم حضور الجلسة، يعتبر ضربة في الصميم من الرئيس باراك أوباما تجاه نتنياهو.

التنصل من نتنياهو 
وقد كشفت مصادر إسرائيلية رسمية، أن المنظمات اليهودية الأمريكية المتحيزة بشكل شبه أعمى لإسرائيل، وعلى رأسها «آيباك»، تنصلت من زيارة نتنياهو المثيرة للجدل، وأبلغت الإدارة الأمريكية أن لا علاقة لها بترتيب الزيارة.

وقال موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب، إنه علم من مسئول في البيت الأبيض أن «آيباك» أوضحت للإدارة الأمريكية أنها لا علاقة لها بتاتا بخطوة نتنياهو ولم تبلغ بها مسبقا.

وأوضح المسئول أن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة معني بالحفاظ على علاقاته الوثيقة مع الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة.

ونقل الموقع عن مسئول أمريكي آخر قوله: «لا أذكر وضعا مشابها حصل في الماضي، فمعظم التنظيمات اليهودية في الولايات المتحدة تتحفظ من خطوة رئيس الحكومة الإسرائيلية».

وقد لوحظ أن بايدن تعمد مصافحة رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هرتسوغ، المنافس الأول لنتنياهو في الانتخابات، وذلك خلال لقاء بينهما على هامش مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ.

أمريكا تتحيز لهرتسوج
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الهدف، كما يبدو، كان تأكيد حقيقة أن هرتسوج التقى مع قادة العالم ويعتبر مقبولا على القيادة الدولية، ولكن اليمين الإسرائيلي هاجمه واعتبر تصرفه غير مسئول، واعتبره الليكود "تجاوزا غير مسئول للخطوط الحمر"، معللًا بالقول،:"أنه في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الحكومة إلى منع اتفاق خطير بين القوى العظمى وإيران، يختار رئيس المعارضة إضعاف موقف إسرائيل على الحلبة الدولية".

وجاء ذلك على الرغم من أن هرتسوج قال في خطابه من على منصة المؤتمر كلمات مشابهة لما يقوله نتنياهو في الموضوع الإيراني، وأوضح أنه في كل ما يتعلق بالطموح النووي للجمهورية الإسلامية، لا يوجد في إسرائيل ائتلاف ومعارضة.

واشنطن تخشى من نفوذ نتنياهو
وقالت مصادر مقربة من هرتسوج إن «الإدارة الأمريكية لا تتوق حقا إلى رؤية دورة أخرى لنتنياهو، ولكنها تفهم جيدا أن تدخلها في الانتخابات الإسرائيلية يمكنه أن يدعم نتنياهو، ولذلك جاء التوجه العام للإدارة بالجلوس على الحياد وعدم القيام بأي عمل وعدم الانجرار وراء استفزازات رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأن التخوف من تعزز قوة نتنياهو يرهب المسئولين الأمريكيين إلى حد أنه لا يؤثر على تعاملهم مع الانتخابات الإسرائيلية فحسب، وإنما على سياستهم الخارجية، وأفضل مثل على ذلك الضغط الذي مارسه جون كيري على الفرنسيين والأوروبيين، كي لا يقدموا مشروع قرار في موضوع إقامة الدولة الفلسطينية إلى مجلس الأمن».

وكان معلقون إسرائيليون توقعوا في اليومين الأخيرين أن يقوم نتنياهو بإلغاء الزيارة لواشنطن تجنبا لتأجيج الأزمة مع البيت الأبيض، ورجح العديد منهم أن يجد نتنياهو طريقا ما للخروج من هذا المأزق من خلال إلغاء الزيارة، لا سيما بعد إعلان نائب الرئيس جو بايدن مقاطعته لخطابه.

الجريدة الرسمية