رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح اتجنن


أقصد صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، وسبب هذا العنوان أن الوزير قال إن لديه حكما قضائيا ينص على أن فصيل الإخوان هم الأجدر بشغل المناصب والوظائف العامة، فهم الأكفئ والأكثر أمانة عن غيرهم. الوزير قال ذلك أمام لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى ولكنه لم يقل أين هذا الحكم القضائي ولا متى صدر ولا من هو القاضي الذي يصدر حكماً بأن هناك فصيلا سياسيا من الملائكة.

واضح أن التنظيم السري للإخوان، وصلاح أحد أعضائه، لم يكتف بأن يمنح لنفسه القداسة عبر تحدثه نيابة عن الإسلام والمسلمين، فهو المتحدث الرسمي لكنهم يريدون أن يضيفوا عليها قداسة قضائية عبر حكم مزعوم، فواضح أنهم يريدون "التكويش" على السماء والأرض.

لكن حتى لو افترضنا لو أن هناك حكما قضائيا فعلاً، وإن كنت أشك في ذلك. فهذا لا يمنح صلاح وتنظيمه السري أي قداسة، ولا يمنحه الحق كما قال اليوم، أن يضع أولوية لأعضاء التنظيم السري للجماعة في التوظيف في عزبة ماسبيرو، مميزاً إياهم عن باقي المصريين.

لكن صلاح مثل الفصيل السري الذي ينتمي إليه، لا يعتبر أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون ملك للشعب المصري ينفق عليه مليارات من أموال الضرائب التي يدفعها "من لحم الحي". ولكنه يعتبرها من الأملاك التي انتقلت من حسني مبارك الى محمد بديع. ومن الحزب الوطني الى مكتب الإرشاد. لذلك ليس غريباً أن يطيح بمن لا يعجبه من العاملين وليس غريباً أن يحول الدفة من مدح مبارك وحزبه الوطني الى مدح بديع ومرسي والتنظيم السري للإخوان.

بذات المنطق أصدر فرماناً للزملاء العاملين في برنامج مباشر من مصر على الفضائية المصرية، بمنع ظهور ضيوف معينين وشملت القائمة كثيرين، منهم كاتب هذه السطور وخالد البلشي وعبدالجليل الشرنوبي وعبدالحليم قنديل وسكينة فؤاد.

إنهم يؤمنون أنها "عزبة أبوهم"، ولكنها لن تكون.


الجريدة الرسمية