رئيس التحرير
عصام كامل

على جمعة: فيديو حرق الطيار الأردني «فوتوشوب».. «الإخوان» تتبنى فكر الخوارج القدامى.. تجديد الخطاب الديني ضرورة ليتماشى مع مستحدثات العصر.. تفكيك المبادئ العشرة لـ«داعش» ا



استضافت قاعة كاتب وكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الخميس، ندوة لمناقشة كتاب "الإجماع" للشيخ على عبد الرازق، بحضور الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق، الذي قال إن مؤلف الكتاب فضل الالتحاق بالأزهر رغم أن الأزهر كان للفقراء آنذاك، وتولي بعد ذلك وزارة الأوقاف.


قبول الآخر
وطالب جمعة، بضرورة قبول الآراء المختلفة، والدعوة إلى تنوعها، وطالب أيضا وزارة الثقافة بإعادة طباعة كتاب "الإسلام وأصول الحكم"، للشيخ على عبد الرازق، وشدد على ضرورة عدم منع الكتب أو حظر الأفكار.
وأكد جمعة أن الشيخ على عبد الرازق تسبب في إحداث ضجة كبيرة لرفضه فكرة الخلافة والدعوة لدولة مدنية، وذلك في كتابه "الإسلام وأصول الحكم" الذي صدر عام 1925.

ضجة كبيرة
وأضاف أن الكتاب أحدث ضجة كبيرة فور صدوره، وذكر:"حتى إن العلماء اختلفوا حوله، فالدكتور محمد الرياض الريس، أشار إلى أن الكتاب ليس من تأليف الشيخ على عبد الرازق، وإنما قد يكون مترجمًا، بينما ذكر الشيخ أحمد حسن مسلم، أنه في يوم ما التقى بالشيخ عبد الرازق، وأكد له الأخير أن الكتاب ليس من تأليفه، وأنه من تأليف الدكتور طه حسين".
وأوضح الدكتور على جمعة، أن هيئة كبار علماء الأزهر قامت بمحاكمة على عبد الرازق آنذاك، وفصلته من العمل كقاضٍ شرعي، إلا أنه عندما تولى أخوه المشيخة، جمع هيئة كبار العلماء، وردوا إلى عبد الرازق العالمية، ثم تولى فيما بعد وزارة الأوقاف.

7 خطوات
وأضاف أن المجتهدين الأوائل وعلى رأسهم الإمام الشافعى، وجدوا منهجًا مكونًا من سبعة خطوات، للإجماع، أولها "الحجة"، وأجمعوا على أن الحجة هي الكِتاب والسنة، وذلك بعد رحلة طويلة من المناقشات، وثانيا، التوثيق، أي "السند"، الذي حافظ على القرآن الكريم والسنة، ثالثًا، "الفهم" مشيرًا إلى أن هذه الشرط هو ما تفتقد الجماعات المتطرفة الآن، الذين يفهمون لدين على مزاجهم، فشوهوا الإسلام، فامتلأت الأرض دماء وتدميرًا.
وأكد أن الشروط الأخرى تتمثل في الإجماع هي "القطعية والظنية" أي إن يجمع العلماء جميعًا على رأى واحد، وتفسير لا يختلف فيه اثنان، وخامسا، الإلحاق أو القياس، ثم الترجيح، وسابعا وأخيرا "شروط المجتهد" الذي يقوم بهذه العملية المعقدة، حتى لا يخطئ طريقه.

الفكر المتطرف


وأشار إلى أن الفكر المتطرف عاد ليفسد الأرض من جديد، خاصة أنه يتبني فكر الخوارج القدامي، وطالب بضرورة تجديد الخطاب الديني ليتماشي مع ظروف العصر الحالي، مؤكدًا أنها مسئولية الجميع "فرد أو دولة" حتى لا تنتشر الأفكار المتطرفة في بيئتنا الوسطية المعتدلة وتشوه الإسلام.

داعش والإرهاب
ووصف "داعش" بالجماعة مجرمة تشوه الدين الإسلامي، وتفصل النص عن بيئته وظروف عصره، مضيفًا:" هم يفسرون الدين على هواهم بما يخدم أفكارهم المتطرفة"، وطالب بعدم التعاطف معهم فهم يفعلون عكس ما أمر به الرسول، وأدان من يعتبرهم أبطالا واصفا إياهم بالسفاحين، مشيرا إلى أن تفكيك المبادئ العشرة التي يتبنوها هي الطريق لمواجهتهم، مع إصدار كتيبات صغيرة ترد عليهم.

فيديو حرق الطيار
وأوضح جمعة أن دار الإفتاء أصدرت بيًانا، على خلفية حادث حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، تؤكد فيه أنه لا يعذب بالنار إلا الله، وذكر:" ولكن هناك مفاجأة في الأمر، وهى أن هذا الفيديو الذي شاهدناه جميعًا، عبارة عن فوتوشوب، والدليل أن الرجل كان واقفًا لا يتحرك تمامًا، ولا يتأثر بالنار، وهدفه إرهاب الناس ورعبهم، كما فعلت إسرائيل".

إصدارات عبد الرازق
وكشف جمعة أن الشيخ عبد الرزاق صدر له العديد من المؤلفات، منها " البيان وتاريخية" والذي تم طباعته عام 1911م، ويحتوي على دروس ألقاها الشيخ على الطلبة، ففي الصباح يدرس الشافعية، وفي المساء يتعلم المنطق، كما ألف سيرة الشيخ مصطفى عبد الرازق عام 1957م، وطبعته دار المعارف في 500 صفحة، ويروي فيه سيرته هو أيضًا مع أخيه، وكتاب آخر عام 1948، تحت عنوان" ذكرى المغفور له منشئ مصر الحديثة محمد على" كان يمدح فيه عائلة محمد على بأكملها حتى الملك فاروق.
الجريدة الرسمية