رئيس التحرير
عصام كامل

مفاجأة بوتين لمصر!


يقال إن الأمريكان استقبلوا وفدًا إخوانيًا في الخارجية والكونجرس؛ ردا على زيارة الرئيس الروسي بوتين لمصر، التي سوف تستغرق يومين.. 

وبغض النظر عن صحة هذا القول أو عدم صحته، فإنه يعكس أمرا صحيحا لا يمكن لعين مراقب محايد، أن تخطئه، وهو أن واشنطن تشعر بالضيق للانفتاح المصري على روسيا ونمو العلاقات المصرية الروسية باضطراء.. والأغلب أن توقيت زيارة بوتين للقاهرة يساهم في زيادة الضيق الأمريكي بها، لأن علاقات أمريكا ليست مضطربة أو سوية فقط مع مصر وإنما مع روسيا.. فكل من مصر وروسيا من خصوم أمريكا سياسيا الآن، وعندما يلتقيان لابد أن تخشى ذلك أمريكا.

إذن التقارب المصري الروسي الآن مطلوب من الجانبين معا، مصر وروسيا، ويحقق مصالحهما معا، وهذا ما سوف يساعد على نجاح زيارة بوتين للقاهرة ويجعل لها نتائج ملموسة.. فالرئيس الروسي لا يأتي للقاهرة ليعطي فقط وإنما يأتي ليأخذ أيضا، والعطاء المتبادل يوفر أساس نجاح وازدهار أي علاقة بين بلدين، لأن كلاهما يحتاج للآخر.

نحن سنطلب من روسيا مزيدا من السائحين واستثمارات في محور قناة السويس «المنطقة الصناعية الروسية»، وتحدثيا للمصانع التي سبق أن أقامها الروسي في بلادنا «الحديد والصلب» وأيضا أسلحة.. وروسيا سوف تطلب منا زيادة في صادرات الخضر والفاكهة التي تحتاجها الآن بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوربية عليها، وأيضا سوف تطلب - وهذه هي مفاجأة بوتين التي يحملها معه للقاهرة - تعاملا بالروبل «العملة الروسية» في التعاملات التجارية والسياحية بين البلدين.

وقد يعد ذلك إحياءً لاتفاقات التبادل السلعي القديمة التي كانت تربط البلدين في الستينيات من القرن الماضي، ولكنها بالإضافة إلى ذلك ضربة للدولار الأمريكي كعملة احتياط دولية.
الجريدة الرسمية