رئيس التحرير
عصام كامل

لا تستمع لموسى وعيسى يا ريس !


 

 

بالطبع كان الجميع يتوقع قطع الرئيس لزيارته لإثيوبيا والعودة للقاهرة لأن الأمر جد خطير ويستلزم انعقاد ما يشبه مجلس حرب مصغر لمحاربة الإرهاب في سيناء والتصدى لحالة الإحباط التي تسللت إلى نفوس كل مصرى يؤمن بأن هذا الوطن هو كل ما يملك حتى وإن كان لا يشعر فيه بالعدل والمساواة والاطمئنان على مستقبله ومستقبل أبنائه... هذا واقع، نحن جميعا نحب وطننا ولا نزايد على أحد ولكن، نحتاج لبصيص من الأمل ورفع الروح المعنويه التي تحدث عنها الرئيس في كلمته العاطفية الانفعالية التي صرح بها بالأمس وكان واضحا عليه التأثر الشديد والشعور بالهم مما يحدثه.


الجبناء في سيناء وهم يكبرون... ألا لعنة الله عليهم وعلى كل سفاك للدماء حقير... ولكن للأسف لم تكن الكلمة موفقة بشكل كاف.

أولا: يجب التذكير بأن من يهمه مصلحة الوطن بغض النظر عن موقفه من تأييد الرئيس من عدمه، عليه أن يدرك أن هذا الوقت هو وقت المصارحة والنصح بحق لرجل يملك كل السلطات الحالية قبيل الدعوة لانتخابات البرلمان الذي سيحد كثيرا من سلطاته الحالية، وعليه فإن الرئيس بإمكانه فعل الكثير للشعب الذي يحزن يوميا على قتل جنوده على يد الخونة ويتم قتله هو يوميا على يد الغلاء والتمييز السلبى والإحباط والتبشير بفقر أكثر وجوع أشد !

ففى مقال السبت حذرت من تأثير رفع سعر الدولار بقرار سيادي من هشام رامز رئيس البنك المركزي، أي برضا تام من الحكومة والرئاسة ثم حدث بالفعل وتحقق بكل أسف ظنى الذي كنت أتمنى أن يخيب وارتفعت أسعار السلع في الأسواق لأننا ببساطة لا ننتج غذاءنا ونستورد كل شيء من الصين شرقا إلى البرازيل غربا... ومع ذلك تحدث الرئيس عن أهمية المؤتمر الاقتصادى المحدد له مارس المقبل منوها لأننا يمكن أن نجوع وينعقد المؤتمر !

عفوا يا ريس، جوع أكثر مما حادث الآن هو أخطر بكثير من خطر الإرهاب الخسيس الجبان الذي يقتنص جنودنا بدم بارد وعلى غفلة، أما الجوع القادم والمبشر به فهو واقع إذن ومقدر له وغير محسوب له كوارثه على سلامة الجبهة الداخلية التي نتمنى لها بل ويجب أن نعمل على تماسكها بكل قوة، لا عن طريق الأحاديث والخطب حتى وإن كانت وطنية وصادقة، ولكن عن طريق إيجاد البدائل وتحقيق عدالة هب الشعب من أجلها على مدى سنوات طوال قريبة كانت الأوضاع فيها أفضل بكثير مما هو حادث الآن... على الأقل من الناحية الأمنية والاقتصادية.

لا أحد يشكك في نوايا الرئيس ولكن، لا بد من وجود مستشارين مخلصين لرجل يحمل مسئولية شعب بأكمله وبالطبع هناك من يجتمع مع الرئيس كثيرا من نوعية نجوم الإعلام أمثال إبراهيم عيسى ويوسف الحسينى وأحمد موسى وغيرهم من نجوم الفضائيات الذين لا يشعرون بالغلاء ولا ببرد الفقر شتاءً حيث تدفئهم جيدا ملايين الإعلانات ولا يجوعون من تخمة الدخل اليومى ولن أقول الشهرى !

هؤلاء لا يمثلون المصريين يا ريس ولا يهتمون برفع الأسعار أو كارثة الإيجار المؤقت ولا زيادة جنيه في زجاجة زيت رديئة يرضى بها الغلابة مع فسادها لأنهم لا يجدون سواها ومع ذلك ترتفع يوميا عليه ولكن ما باليد حيلة كما يقولون... لذا لا تجتمع بهم فهم لا ينتمون لواقع الشعب، لقد تناسوه وانعزلوا مكتفين بالفلل الراقية في أحياء الباشوات الجدد حيث الكومبوند المغلق على السادة الأثرياء، هؤلاء سيكونون أول المتخاذلين عنك والمحاربين لك إن انفجرت الأوضاع كما فعلوا من قبل وانقلبوا على مبارك وقت الثورة!

إن كنت تريد تماسك الجميع معك واجتثاث الإرهاب اللعين فعليك بأهم سلاح مفتقد وغائب عن الشعب والدولة منذ عقود طوال... عليك بالعدل والرحمة والرفق الذي وعدت به الشعب قبل ترشحك لرئاسته... وقتها فقط سيكون الجميع على قلب رجل واحد... نتمنى ذلك.
fotuheng@gmail.com
 

الجريدة الرسمية