رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة بـ«إعلام حلوان» تناقش تأثير انتخابات الرئاسة على الإخراج الصحفي


حصلت الباحثة هند يحيى عبد المهدي عبد المعطي، على درجة الدكتوراه في الإعلام، عن رسالة دكتوراه بعنوان «الإخراج الصحفي للانتخابات الرئاسية في الصحف المصرية».


وناقشت الدراسة أحداث الانتخابات الرئاسية لعام 2012، في ظل انتخاب أول رئيس مدنى، ومدى تأثيرها على إخراج الصحف المصرية.
وتكتسب الدراسة أهمية خاصة نظرًا لتناولها أحد أهم الموضوعات التي شغلت اهتمام الرأى العام بمختلف انتماءاته وتوجهاته السياسية والاجتماعية والدينية حيث إنها أول انتخابات رئاسية لأول رئيس مدنى بعد ثورة 25 يناير وهى انتخابات عام 2012.
فضلًا على قلة الدراسات الخاصة بالحدث وتأثيره على الإخراج الصحفى، وأن معظم الدراسات التي أجريت على العملية الانتخابية في عام 2005 لم تهتم بتحليل الشكل الإخراجى لها في هذه الفترة ؛ لذلك شعرت الباحثة أن حدثا تاريخيا مثل انتخابات الرئاسة عام 2012 تجب دراسته من الزاوية الإخراجية.

وأكدت الدراسة أن الإخراج الصحفى يسعى إلى جذب الانتباه، وذلك من خلال العناصر التيبوغرافية والجرافيكية وبالأخص عنصرى العنوان والصورة لأنهما أكثر العناصر جذبًا للانتباه، فالعنوان يعد بمثابة كوبرى أو حلقة وصل بين القارئ والقصة أو المتن، وذلك من خلال طريقة إخراجه، وأيضا الصورة هي أفضل من الكلمات في عمليات الدعاية لأنها عنصر جرافيكى يتميز بالثقل والسواد وتستغل في لفت انتباه القارئ وتوجيه حركة عينه وفقا لما تتطلبه طبيعة الأخبار والموضوعات المنشورة، فالصحف جعلت القارئ خبيرًا بقراءة الأخبار الأكثر أهمية لأنها خليط من النص والصور المصممة لجذب انتباه القارئ وحثه على الشراء والتعرف على ما هو منشور بها.

وأوضحت الدراسة دور الصحافة في العملية الانتخابية، حيث تتابع العملية الانتخابية وتنقل الأجواء الانتخابية إلى الناخبين وتقدم صورة واضحة وحقيقية لما يجرى على أرض الواقع وتراقب الانتخابات من خلال كشف أي انتهاك لقانون الانتخابات ومدى التزام المرشحين به وتقييم ونقد البرامج الانتخابية.
واستهدفت الدراسة التعرف على حجم الاهتمام بالانتخابات الرئاسية عام 2012 بصحف عينة الدراسة، والكشف عن كيفية معالجة الصحف لانتخابات الرئاسة من حيث الشكل، والتعرف على وسائل الإبراز التي استخدمتها الصحف المصرية محل الدراسة في عرض موضوعات الانتخابات الرئاسية.

والكشف عن العناصر التيبوغرافية والجرافيكية التي ميزت كل صحيفة من صحف محل الدراسة من حيث إخراجها أثناء مراحل الانتخابات «مرحلة ما قبل الانتخابات – مرحلة الانتخابات ذاتها»، وفى كلتا الجولتين «الجولة الأولى من الانتخابات، وجولة الإعادة عام 2012 »، وبالأخص أثناء فترة الدعاية الانتخابية، لأنها فترة المنافسة بين المرشحين على هذا المنصب، أيضا أثناء إعلان نتيجة الانتخابات، وإعلان من رئيس جمهورية مصر العربية القادم.

وكذلك دراسة أوجه الاتفاق والاختلاف بين معالجة الصحف محل الدراسة لانتخابات الرئاسة من حيث الشكل الفنى، ومعرفة دور الإخراج في تحيز صحيفة ما لأحد المرشحين.

وتوصلت الباحثة إلى عدة نتائج مهمة، توضح الفرق في العملية الإخراجية للجريدة بثلاث صحف مختلفة من حيث الملكية والتوجه السياسي، وهي «الأهرام، المصري اليوم، والحرية والعدالة».

وأوضحت الدراسة استخدام «الأهرام» العنوان العريض طبقًا لسياستها التحريرية - والتي تحدد ما إذا كان هذا الخبر هام أم لا -،وليس طبقًا لأهمية الحدث ذاته، فهى تارة تستخدم عنوانًا عريضًا وتارة أخرى تستخدم عنوانًا ممتدًا، وفى رأينا أنه طالما أن جريدة «الأهرام» من الصحف القومية المحافظة، فكان يجب عليها استخدام العنوان العريض مع الخبر القنبلة «الشديد الأهمية»، ولا يتم استخدامه بإفراط؛ وذلك للاحتفاظ بقارئها الذي تعود منها على إعطاء الأهمية للخبر المهم جدًا، فقط من ناحية الشكل الإخراجى فقط.

فمثلًا كان من الممكن وضع العنوان العريض مع أول يوم بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وذلك على أساس أن هذا الحدث لم يحدث في مصر من قبل، أيضًا يتم استخدامه مع المرشح الفائز بجولة الإعادة، وذلك لإعلام القارئ بأن أول رئيس مدنى منتخب هو فلان.

كما وظفت «الأهرام» اللون الأحمر في العناوين توظيفًا جيدًا، فهى لم تستخدم هذا اللون إلا مع الأحداث المهمة جدًا.

وتميزت «الأهرام» بعدد قليل من العناوين بمرحلة ما قبل الانتخابات، لكن مع الحوار مع أي مرشح، ومع الحدث المهم جدًا مثل فوز مرسي بالرئاسة، فقد تم استخدام عناوين كثيرة العدد.

وكان أغلب الطرز استخدامًا بالعناوين، الطراز الموسطن «المتوسط» مع الأحداث المهمة جدًا، والطراز المليء.

وبالنسبة لجريدة «المصرى اليوم»، فقد تم استخدام اللون الأبيض على أرضية «بندا» زرقاء بالعناوين الثانوية التي بالصفحة الأولى، أو التي بالصفحات الداخلية دون هدف، وذلك لأنه تم استخدامه مع الأخبار المهمة أحيانا، ومع الأخبار غير الهامة أحيانًا أخرى.

أيضًا استخدمت «المصرى اليوم» اللون الأحمر مع العناوين في كل وقت، ومع كل حدث بالصفحة الأولى، فهى لم تستطع أن توظف استخدام الألوان توظيفًا جيدًا، لكنها كانت تستخدم العنوان العريض ذا الطراز المتوسط، والكبير الحجم، كلما اشتدت الأجواء الانتخابية سخونة.

وتم استخدام العنوان السماوى «أعلى اللافتة» بـ «المصرى اليوم» دون مناسبة، أي أن هذا العنوان لم يتم توظيفه توظيفًا جيدًا مع الحدث طبقًا لأهميته، بل كان يستخدم بمناسبة ودون مناسبة، وكان يستخدم مع الخبر غير المهم أيضًا.

أما جريدة «الحرية والعدالة» فقد لاحظت الباحثة أنه تم استخدام العناوين العريضة الكثيرة العدد بالصفحة الأولى دائمًا بسبب ودون سبب طيلة الوقت، أي أنها لا توظف أهمية الحدث مع الشكل، فالعنوان العريض تؤدى كثرة استخدامه في الصحيفة إلى تصنيفها ضمن ما يُسمى بصحف الإثارة، أما العزوف عن استخدام العنوان العريض يشير إلى وقار هذه الصحف وتحفظها، وهذا يتماشى مع الاتجاه الوظيفى في الإخراج الصحفى، والذي تتبناه الكثير من الصحف العالمية حديثًا.

كما لاحظت الباحثة أن «الحرية والعدالة» استخدمت العنوان العريض ذا اللون الأسود مع فوز مرسي في تصويت المصريين بالخارج، وفوزه بالجولة الأولى من خلال إعلان خوضه جولة الإعادة مع المرشح المنافس شفيق، واستخدمت اللون الأسود في العنوان أيضًا بجولة الإعادة حينما تم نشر خبر تصدر مرسي سباق الرئاسة لتصويت المصريين بالخارج، وذلك على الرغم من أن اللون الأسود يعبر عن الحزن والهزيمة، وليس الفرح والنصر، لكن عندما فاز مرسي بجولة الإعادة على المرشح المنافس شفيق، وأصبح رئيسًا للجمهورية، تم استخدام عنوان عريض أحمر اللون ضخم الحجم؛ ليعبر عن الفوز والنصر والفرح.

الجريدة الرسمية