رحلة إبداعية عمرها 80 عاما لـ«بهاء طاهر».. «الأعلى للثقافة» يحتفل بثمانينة الكاتب.. «عصفور» يستقبل الحضور و«الغيطانى» يتغيب.. «محلب» يشاركهم الاحتفال.
احتفل المجلس الأعلى للثقافة، مساء أمس الخميس، ببلوغ الكاتب الكبير بهاء طاهر عامه الثمانين بحضور أهل الفن والأدب والسياسة، منهم جابر عصفور وزير الثقافة، ومحمد عفيفي الأمين العام للمجلس، والشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، والكاتب يوسف الشاروني، والدكتور حسين حمودة، والدكتور خيري دومة، والفنان ممدوح عبد العليم، وكل من عبد الله الشناوي ويوسف القعيد، وأدهم العبودي، وأشرف الخمايسي، والدكتورة أماني فؤاد، كما حضر الفنان الكبير محمود ياسين، والذي استقبله وزير الثقافة بحفاوة بالغة.
ياسين وطاهر
وقال "ياسين" في تصريح خاص لـ"فيتو"، إن العلاقة التي تجمعه ببهاء طاهر، قوية للغاية"، حيث قابله للمرة الأولى عند قدومه من بورسعيد إلى القاهرة لتمثيل أحد الأدوار الإذاعية في البرنامج الثاني بالإذاعة، والذي كان يشرف عليه بهاء طاهر.
"تورتة" بصورة طاهر
وقام الدكتور عصفور، والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، بإطفاء شموع العام الثمانين للكاتب، حيث قدم عصفور "تورتة" مطبوعا عليها صورة الكاتب للاحتفال بعيد ميلاده في المجلس الأعلى للثقافة.
وقد اجتمع لفيف كبير من الحضور حول "التورتة"، منهم الكاتب يوسف الشاروني، والفنان محمود ياسين، وذلك لغناء "هابي بيرث داي" لطاهر، وسادت الضحكة على وجوه الحضور في سعادة بالغة بهذا الحدث.
تشابهات حجازي وطاهر
ومن جهته، قال الشاعر عبد المعطي حجازي، إن علاقته بالكاتب الكبير بهاء طاهر، تكاد تكون علاقة قرابة أكثر من الصداقة، حيث أنهم يتشابهون في كثير من معطيات الحياة، فقد ولد الشاعر والكاتب في العام نفسه.
وقد ذكر حجازي عدة تشابهات بينه وبين طاهر، أدرجهما على النحو التالي: "أن عدد أفراد أسرة طاهر هو نفس عدد أسرة حجازي، حيث يمتلك كلاهما 7 أخوة، كما ولد والد كل منهما في نفس السنة، وتوفيا في نفس الفترة، إضافة إلى عمل حجازي في روزاليوسف، وعمل طاهر في الإذاعة إلى جانبه، وصولًا إلى إقصاء كل منهما من منصبة في الفترة نفسها ".
وأضاف حجازي أنه يذكر جيدًا أول لقاء جمعه بالكاتب، حيث كان على "قهوة عبدالله" بالجيزة، بحضور الناقد الكبير أنور المعداوي، ورجاء النقاش، في ندوة حول النقد.
حلقة الوصل
وقال الكاتب الكبير يوسف الشاروني: "إن الكاتب بهاء طاهر استطاع أن يكشف لنا أن الكلمة والفعل وجهان لعملة واحدة، حيث استطاع بإبداعه أن يكون حلقة الوصل بين جيل الأحفاد والأجداد".
وأضاف الشاروني خلال كلمته، أنه سعيد جدا أنه حظى بصداقة طاهر طوال سنين حياته، معربا آيضًا عن سعادته لحضوره هذا الحفل.
وقد بدا على الشاروني آثار الإجهاد وتقدم العمر، مما أفقده الصعود إلى منصة الحديث بمفرده، إضافة إلى انخفاض صوته الذي عانى منه الحضور.
"الغيطاني" غائب
وبرر الروائي يوسف القعيد غياب جمال الغيطاني عن الندوة، مؤكدًا أن مرضه حال بينه وبين حضور الندوة، وأضاف القعيد في كلمته، أن الغيطاني اتصل به هاتفيا صباح أمس، ليعتذر عن الحضور، حيث كان حزينا جدا، مضيفًا أن طاهر دائما ما يتصل به للسؤال عن صحة الغيطاني والاطمئنان عليه.
ابنة عبد الناصر
وتطرقت هدى عبد الناصر، ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خلال كلمتها، إلى المشاكل التي تواجه الوسط الثقافي في مصر، قائلة: "شبابنا لا يقرأ، حيث إنه استغنى بالفضائيات والإنترنت عن الكتاب".
وأضافت هدى، أنها تجد فارقًا كبيرًا بين جيل الأمس والجيل الحالي، وقد استشهدت على ذلك بأوراق والدها التي وجدتها له، حيث كان يسجل أجمل المؤلفات التي قرأها منذ عمر الـ17، قائلة: "وجدت ورقة لوالدي مكتوب عليها (أجمل ما قرأت)، والتي دون فيها أكثر المؤلفات التي نالت إعجابه، وقد كان من بينها قصائد لعنترة، وكلمات لمصطفى كامل، وبعض عناوين الكتب لعباس العقاد"، مضيفة أن والدها كان يحلم بإنشاء بيت ثقافي في كل قرية من قرى محافظات مصر.
ترجمة أعماله
ووجهت هدى في ختام كلمتها، سؤالا إلى الكاتب بهاء طاهر، وجابر عصفور وزير الثقافة وهو "لماذا لا يتم ترجمة أعمال طاهر الروائية إلى أعمال سينمائية؟"، وقد لقي سؤال هدى نقاشا بين الكتاب والوزير.
وعلق طاهر، قائلًا: إن الثقافة وسلاحها الناعم لم يعد ناعما، بل انعدم هذا السلاح وصار عرضه للإهمال والفتك، فيما قال حجازي إنه في صغره كانت توزع الروايات والكتب الثقافية على الطلاب في المدارس، إلا أن هذا لم يعد يتكرر الآن.
وقد رد الدكتور جابر عصفور قائلا: "أحدثكم بصفتي صديقكم لا وزير الثقافة، وأقول في نفسي أن ما تطرحونه هو في أيديكم، فقد وقعت وزارة الثقافة 15 بروتوكول تعاون مع الوزارات الأخري، وهو سبق للوزارة، لذا اقترحوا على أسماء الروايات التي تودون توزيعها وأنا مسئول عن تنفيذ المشروع ".
وعلق طاهر على كلام عصفور قائلا: "أظن أن هذا صعب بسبب مراكز القوى"، ورد عصفور قائلًا:" سيبني أجرب".