رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. إهمال وركود وقمامة في سوق السمك بالمنيب.. الباعة يصرخون والمحافظة ترد برفع الإيجارات.. نفوق أغلب الأسماك بسبب قلة حركة الشراء.. وأحد البائعين: «المسئولين عايزينا نسيب السوق»


"سوق السمك الحضاري بالساقية" مجرد اسم على لافتة معلقة في مدخل السوق، بدأت تتساقط حروفه، نتيجة فقدانه اللمسة الحضارية المفترض أن تكون به، فمياه الصرف الصحي غمرته من داخله حتى خرجت على عتبته، والديدان والحشرات تملأ كل مكان، ومقالب القمامة أصبحت جزءًا أساسيًا من السور الخاص به، وأسماك بالسوق لا تجد من يشتريها أو يتطلع إليها سوى الذباب الذي يكاد يخفى معالمها.


شكاوى الباعة
تلخصت شكاوى الباعة الموجودين بالسوق من انعدام النظافة والخدمات، وسط تجاهل الحي لهم ورفع سعر الإيجار كل عام عن سابقه، بالإضافة إلى حالة الركود التي يعاني منها الباعة بعد عودة معظم الباعة إلى أماكنهم بالميادين والشوارع ما أثر على حركة البيع والشراء في السوق.

حي "المنيب" يتبع إداريًا محافظة الجيزة، وحلقة السمك به تتميز بأنها تضم أنواعًا شتى من السمك النيلي وأسماك البحرين الأحمر والأبيض المتوسط، التي تنقل إليها ليلًا بانتظام، وهي حصيلة ما قام الصيادون بجمعه من الأنواع المختلفة للأسماك الطازجة، والذي يباع وفقًا لمزاد يجري بين تجار التجزئة، ويسرع من يفوز بالمزاد إلى نقل طاولات السمك إلى المتجر الخاص به، وكذلك لمطاعم الأسماك.

استطلعت "فيتو" مشاكل بائعي الأسماك بسوق السمك الحضاري بالمنيب.

حالة كساد
وسط أنواع مختلفة من الأسماك أصابها الركود، جلس الحاج عمر سيد، والذي قال إن حالهم ازداد سواءًا عن سابقه قبل نقلهم من ميدان الجيزة وشارع البحر الأعظم إلى السوق إبان اتخاذ محافظة الجيزة قرارًا بنقل الباعة الجائلين، ومنهم بائعو الأسماك إلى السوق الحضاري بمنطقة المنيب في عام 2005، مع صدور قرارات المحافظة بإعادة شوارع وميادين محافظة الجيزة إلى طبيعتها مرة أخرى، وذلك نظير إيجار رمزي بلغ 110 جنيهات للباكية على عقد يمتد لثلاثة سنوات، مشيرًا إلى أن عام 2006 شهد طفرة كبيرة في حالة البيع والشراء بالسوق في السنة الأولى من نقل جميع الباعة من الشوارع والأسواق إلى المناطق المخصصة لهم مما دفع المواطنين إلى اللجوء إلى السوق لشراء احتياجتهم من الأسماك.

وتابع أنه مع دخول عام 2007 حتى وقتنًا الحالي عاد معظم الباعة مرة أخرى إلى أماكنهم في شوارع وميادين المحافظة، مما أدى إلى تدهور حال بائعي الأسماك بالسوق وتوقف حالة البيع بالسوق، لافتًا إلى أن معظم بائعي السوق اضطروا إلى تخفيض إجمالي حصتهم من شراء الأسماك نظرًا لنفوق غالبيتها.

رفع الإيجارات
وانتقلنا إلى الحاج سلطان، والذي عبر عن التزام جميع الباعة بدفع الإيجارات المستحقة عليهم في الأعوام الأولى من نقلهم إلى السوق نظرا للحراك الذي شهدته حركة البيع والشراء بالسوق، مضيفًا أن أغلب الباعة امتنع عن دفع الإيجارات المستحقة حاليًا بسبب اتخاذ المحافظة قرارات رفع الإيجار من 110 جنيهات إلى 450 جنيها بعد انتهاء مدة العقد الأول والذي امتد إلى ثلاث سنوات، وسط حالة من الركود والتدهور التي يعاني منها السوق في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أنهم لجأوا لعدد كبير من مسئولي الحي، ومحافظة الجيزة للوصول معهم إلى حلول من أجل تخفيض الديون المتراكمة على الباعة من متأخرات الإيجار دون جدوى، لافتًا إلى أن المحافظة تعمل على تهجيرهم من السوق حاليًا.

العودة لميدان الجيزة
وأوضح أبو علاء، أن جميع الباعة على استعداد لدفع الإيجار المطلوب منهم، والعودة إلى أماكنهم القديمة في ميدان الجيزة، حيث وجود المواطنين ما يعني التحسن في حركة البيع والشراء، وتحسن دخولهم الأسرية التي تعاني حالة من الركود نظرًا لوقوف حركة البيع في السوق.

50 ألف جنيه خسائر
وأضاف أن أغلب التجار بالسوق اضطروا إلى الاستدانة من ذويهم لسد ديونهم الشخصية، موضحًا أن أقل الباعة الموجودين خسارة تتعدى الـ50 ألف جنيه، مطالبًا المسئولين بالنظر لحالهم قبل إغلاق محالهم.

وقالت «أم حسن»، إن أكثر التجار بيعًا في السوق لا يتعدى حصته الـ50 كيلو يوميًا نظرنًا لحالة الركود التي يعاني منها السوق، دفع غالبية العاملين بالسوق إلى الاستغناء عن غالبية العاملين معهم، وعمل صاحب المحل بنفسه داخل محل عيشه ما يعني أن مكسبه لا يتعدى الـ30 جنيها يوميًا والتي لا تكفي مصاريفه الشخصية.
الجريدة الرسمية