برنامج "لاباس" يثير أزمة بالداخلية التونسية بسبب تعذيب الإسلاميين
أثارت استضافة أحد رموز النظام السابق في تونس (نظام زين العابدين بن على) في برنامج تليفزيوني على قناة "الحوار التونسي" جدلا في تونس عندما تحدث في حضور أحد السجناء الإسلاميين الذي قضى نحو عشرين عاما في السجن وتعرض خلالها إلى التعذيب بشتى أصنافه.
واعترف "كمال المرايحي" رجل الشرطة الذي ما زال بالخدمة إلى اليوم خلال لقطات أولية بثها التليفزيون التونسي الخاص بأنه مارس التعذيب ضد الإسلاميين واليساريين في العهد السابق، موضحا أنه كان يدعى " شقيف الداخلية "، حسبما ذكر موقع "الصباح نيوز".
ويأتي هذا الاعتراف في الوقت الذي انطلقت فيه هيئة الحقيقة والكرامة وتحقيقا للعدالة الانتقالية في تلقى شكاوى المواطنين الذين تعرضوا إلى التعذيب والظلم في العهد السابق.
وأعلن اليوم "سفيان السليطي" الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بتونس أن النيابة العمومية ستطلب ايقاف بث جزء من برنامج "لاباس" الذي يعرض على قناة "الحوار التونسي".
وأوضح "السليطي" أن الجزء الذي طلب إيقاف بثه يتعلق بظهور أحد "الأمنيين الباحثين سابقا في وزارة الداخلية" والذي تحدث بكل فخر عن عمليات التعذيب التي ارتكبها خلال العهد الماضي.
من جهة أخرى أكد "محمد على العروي" الناطق الرسمي لوزارة الداخلية أن وزير الداخلية قرر إيقاف "المرايحي" عن العمل، وذلك على خلفية الظهور التلفزي في برنامج "لاباس" دون ترخيص مسبق إضافة إلى تصريحاته التي أدلى بها.
وعلى صعيد آخر وجهت الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري، اليوم السبت، استدعاء رسميا لمقدم برنامج "لاباس" على قناة التونسية "نوفل الورتاني" والممثل القانوني للقناة في حين طالبت منظمات وجمعيات أهلية بمحاكمة الضابط الأمني بعد اعترافه بممارسة التعذيب خاصة وأن عددا من السياسيين توفوا في مراكز الشرطة نتيجة هذه الممارسات.