6 ملفات ملغومة تواجه الرجل الأول لـ«الخارجية».. السفير جمال بيومى: اختيار بدر عبد العاطى موفق للغاية لكفاءته وعمله السابق فى سفارة مصر بـ«تل أبيب».. حل أزمة سد النهضة
ملفات ساخنة تواجه وزير الخارجية الجديد السفير بدر عبد العاطى، فى ظل الظروف والمتغيرات التى يشهدها العالم ومنطقة الشرق الأوسط.
وعلى رأس هذه الملفات: سد النهضة، والقضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، والحرب السودانية، بالإضافة إلى مهمة تطوير علاقات مصر مع دول العالم خاصة الدول العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبى مع الحفاظ على سياسة مصر الثابتة وهى عدم الانحياز لأى طرف على حساب الآخر وتغليب الدبلوماسية فى حل الأزمات العالمية.
يقول السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هناك عددا من الملفات الخطيرة التى تواجه وزير الخارجية الجديد، بدر عبد العاطى، واختياره فى تلك الفترة كان موفقا للغاية، نظرا لأنه يتمتع بكفاءة عالية ولأنه دبلوماسى محنك، وكان على احتكاك كبير بالقضية الفلسطينية، خاصة خلال فترة عمله دبلوماسيا بسفارة مصر فى تل أبيب.
وتعتبر القضية الفلسطينية هى التحدى الأكبر الذى يواجه الدبلوماسية المصرية فى الوقت الراهن، نظرا لارتباطها بشكل وثيق بالأمن القومى المصرى، لذلك هى محل اهتمام الدولة منذ عشرات السنين وإلى الآن.
وأضاف: اهتمامات الخارجية المصرية فى تعاملها مع القضية الفلسطينية خلال الفترة القادمة، سينصب على جهود المصالحة بين فصائل المقاومة ودعم السلطة الفلسطينية بالإضافة إلى تعزيز جهود التفاوض من أجل وقف الحرب فى غزة ووقف العدوان الإسرائيلى وإحباط مخطط الاحتلال لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.
وتابع أن مصر تملك أوراق ضغط عديدة نظرا لعلاقتها القوية بجميع الأطراف فى الأزمة سواء دولة الاحتلال أو علاقتها مع فصائل المقاومة والوسطاء، وهو ما يمكنها من التعامل مع الملف باحترافية كبيرة.
وتابع: ستحشد الدبلوماسية المصرية متمثلة فى وزارة الخارجية جهودها خلال الفترة القادمة لخلق رأى عام دولى وعالمى من أجل تحريك القضية الفلسطينية ودعم مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين فى سبيل حل الدولتين وإنهاء الصراع المستمر منذ عشرات السنين.
وأضاف: على حدود مصر الغربية تبقى الأزمة الليبية ملفا يؤرق الدبلوماسية المصرية وشوكة فى ظهر الأمن القومى، وهو تحد كبير أمام وزير الخارجية الجديد.
وشدد جمال بيومى على أن مصر ستتعامل مع الملف الليبى بسياسة العصا والجزرة، تشهر القوة فى وجه الإرهابيين القادمين من طرابلس ويهددون الحدود الغربية، ومن الناحية الأخرى تستخدم الدبلوماسية فى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة كما ستركز الدبلوماسية المصرية خلال الفترة القادمة على توحيد الفرقاء الليبيين فى الشرق والغرب من أجل تشكيل حكومة موحدة ودفع المفاوضات حول إجراء انتخابات رئاسية فى البلاد وتوحيد المؤسسة العسكرية.
وستعزز مصر تعاونها مع دول الجوار المحيطة بليبيا وخاصة دول الاتحاد الأوروبى، التى لها حدود بحرية مع ليبيا، من أجل وقف قدوم المرتزقة الأجانب إلى البلاد وضرورة خروجهم بأسرع وقت من أجل عودة الأمن والاستقرار إلى بلاد المختار، ويبقى استعادة العلاقات مع تركيا وإيران من الملفات الشائكة والحيوية فى حقيبة بدر عبد العاطى، فى ظل المتغيرات التى تشهدها المنطقة.
وأكد جمال بيومى أن تركيا ستركز أيضًا على استعادة علاقتها مع مصر، وستعمل الدولتان خلال الفترة المقبلة على تعزيز هذه العلاقات وتوطيدها وزيادة التعاون.
وعن إيران أكد أنها ستسعى إلى استعادة علاقتها مع مصر، وهو ما رحبت به القاهرة، وسيكون ذلك ضمن ملفات وزارة الخارجية خلال الفترة القادمة، باعتبار طهران لاعبا محوريا فى المنطقة والتعاون معها سيسهم فى استقرار العديد من الدول العربية.
فى نفس السياق، أكد السفير محمد الشاذلى، سفير مصر السابق فى السودان، أن واقع مصر وثقلها الاستراتيجى فى المنطقة يحتم عليها دورا كبيرا فى الملفين العربى والأفريقى والملف السودانى على أولويات وزير الخارجية الجديد، باعتبار السودان دولة جوار ولها بعد استراتيجى مهم بالنسبة للأمن القومى المصرى.
ولا تقتصر أهمية الملف السودانى على البعد الأمنى فقط، ولكن هناك بعد اقتصادى أيضًا، وعلاقات تجارية كبيرة بين مصر والسودان وتبادل تجارى منذ فترات زمنية طويلة.
وأضاف: ستركز الخارجية المصرية جهودها خلال الفترة المقبلة على إيجاد حلول من أجل وقف الحرب الأهلية فى السودان وذلك من خلال تقريب وجهات النظر بين أطراف النزاع واستضافة اجتماعات تجمع بين الفرقاء السودانيين ودول الجوار للدفع عجلة المفاوضات إلى الأمام ووقف نزيف الدماء.
وفى القارة السمراء يوجد ملف شائك يؤرق الخارجية المصرية منذ سنوات ويعتبر تحد كبير أمام الوزير بدر عبد العاطى، وهو سد النهضة الإثيوبى، خاصة فى ظل التعنت والمراوغة فى المفاوضات وتبنى سياسة فرض الأمر الواقع.
وأوضح أن الخارجية المصرية ستركز جهودها خلال الفترة القادمة الدبلوماسية فى الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى وفى الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل الضغط على إثيوبيا للعودة لطاولة المفاوضات من جديد حتى تحصل مصر على حقوقها التاريخية فى مياه النيل.
كما ستعزز الخارجية المصرية جهودها وتركيزها من أجل تحسين وتوطيد العلاقات مع الدول الأفريقية وفتح مجالات جديدة للتعاون معهم خاصة دول حوض النيل.