رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «فيتو» تعايش سكان المراكب في «بركة الوراق».. عاطف: «ملناش مكان تاني».. حسن: «لو بعدنا عن هنا نتوه».. مجدي: «مش بنروح بلدنا».. وعلي:


سكنوا النيل لأنهم لم يجدوا بيوتا تأويهم من صعوبة الحياة، لم يجدوا مكانًا يحميهم من برودة الجو في الشتاء وشدة حرارة الشمس في الصيف، لم يجدوا أحن عليهم من قسوة الحياة إلا مركبا لا تتعدى مساحته الأربعة مترات ليسكنها هو وزوجته وأبناؤه فمنهم من لا تتعدى سنه الرابعة، ومنهم من دبر لنفسه مركبا بجانب أمه وأبيه ليتزوج به.


حياتهم متنقلة في بيوت عائمة فوق نهر النيل، مئات الأسر تعيش في مراكب خشبية تمثل لهم «حجرة نوم ومعيشة ومطبخا على ضفاف النيل»، وتتمركز في مجموعات تحت الكبارى الضخمة بعيدًا عن أعين الناس بمناطق الوراق وجزيرة الدهب وأمام كورنيش المعادى، وحول الجزر المنتشرة بنهر النيل في القاهرة وبالقرب منها، ورغم أن السكن بالقرب من النيل لا يقدر عليه سوى أصحاب الملايين، لكن هؤلاء سكنوا النيل لأنهم لم يجدوا مكانا بديلا.

عايشت «فيتو» حال إحدى الأسر التي تعيش في المراكب على ضفاف جزيرة الوراق.

«ملناش مكان تاني»
جلس عاطف أحمد حسن، على مركبه الصغير، سارحًا في هموم الحياة التي أثقلت كاهله، آملا أن يجد أبسط حقوقه في العيش فملامح وجهه تحكى معاناته في الحياة ولم يذق فيها يوما طعم السعادة والراحة.

وقال إنه لا يعرف لنفسه سكنا غير هذا المركب، فقد ورثه عن أبيه وأمه وتربى به وهو طفل، وكبر وتزوج به من بنت أحد سكان المراكب المجاورة، وعاش معها في مركب أبيه، مشيرًا إلى أنه لم يذهب إلى المدرسة وهو صغير، واتبع نفس النهج مع أبنائه وأحفاده فهم لا يعرفون القراءة والكتابة، ولا يعرفون شيئا في القاهرة أو المنطقة المحيطة به غير المسجد القريب من منطقة وقوفه لاستخدامه هو وأسرته دورة المياه للاغتسال بها والوضوء، قائلًا: «إحنا لو بعدنا شوية نتوه».

«مش بروح بلدي»
وأضاف حسن مجدي، أنه ترجع أصوله لمحافظة المنوفية، ولكنه لا يذهب إليها إلا في المناسبات الخاصة فقط، مشيرًا إلى أنه يعمل هو وأبناؤه في جمع الشباك التي تكون ملقاة منذ المغرب لكى يجمعوا بها الأسماك ويبيعوها للجمعيات والتجار بالوراق، مشيرًا إلى أن السمك يقل جدا في هذه الأيام بسبب برودة المياه وتلوث النيل قائلا: «ممكن أصطاد في اليوم نص كيلو أو كيلو واحد وده مش بيكفي قوت يومى، ومكسبى في الشهر لا يتعدى الـ200 جنيه، وبالنسبة للأكل فإننا نملك وابور نطبخ عليه طعامنا، ونغسل ملابسنا في مياه النيل، وفى الشتاء ننام كلنا جنبا إلى جنب في المركب لتدفئة بعضنا، ونفرد مشمعا بلاستيكيا فوق المركب ليحمينا من المطر».

وقال على ماهر، إن المركب الذي يسكن به هو وأسرته كلفه 3 آلاف جنيه، ويجدده كل فترة بالقسط حيث إنه لا يملك ثمن تجديده، مطالبًا المسئولين بالرأفة بحالهم، ومساعدتهم في الحصول على سكن آدمى يليق بهم، وتخفيض أسعار تجديد الرخص والضرائب التي يتم فرضها على المركب، مضيفًا: «أنا عندي ثلاثة أبناء ولكى نقدر على صعوبة المعيشة خرجوا للعمل في المبانى التي تبنى حديثا للمساعدة في المصاريف».
الجريدة الرسمية