رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.."فيتو" داخل معقل "البهرة" في مصر


جدل لا ينتهي يثيره سماح "مصر" لطائفة "البهرة" بحرية العبادة وأداء الصلاة في مسجد الحاكم بأمر الله بالقاهرة الفاطمية.

المتربصون بمصر يحاولون النيل منها عبر تصوير ما يحدث في هذه المنطقة علي أنه دليل على معاداة نظام السيسي للإسلام!


قنوات فضائية وصحف ووسائل إعلام مختلفة تحدثت عن قصة "البهرة" في مصر ،خاصة بعدما تبرع السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند بـ 10 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، ووقتها تحدث المغرضون عن كون الطائفة تدعو لدين جديد!

تناسى هؤلاء أن "البهرة" هم "الشيعة الإسماعيلية"، وعلى الرغم من كونهم "شيعة" إلا أن الفرق الشيعية الأخرى لا تعترف بهم!

طائفة "البهرة" متواجدة في مصر منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي سمح لهم بالتحرك بحرية وأداء طقوسهم في مساجد القاهرة الفاطمية التي يقدسونها.

فمثلا هم يرون أن مسجد الحاكم له قدسية كبيرة ،خاصة أنهم يعتقدون أن آخر خلفاء الدولة الفاطمية «الحاكم بأمر الله» مدفون فيه، وأن البئر المتواجدة بمنتصف باحة المسجد مقدسة وأنها جزء من بئر زمزم، لذلك يحرصون على الوضوء والشرب من مياهها.

"فيتو" زارت المسجد وتجولت فيه بكل حرية دون تضييق من أحد ،على الرغم من كل ما قيل عن خطورة ذلك وعن عدوانية الطائفة إلا أنها مسالمة للغاية يمشي أعضاؤها في صفوف متراصة ومجموعات دون تضييق على أحد ،يقابلونك بابتسامة حميمة للغاية.

وخلال جولة "فيتو" في المسجد التي تخطت الساعتين لم يتعرض طاقم العمل لأي مضايقات تذكر، ويلاحظ من الفيديوهات التي تم تصويرها أن المسجد مزار سياحي مهم للجميع سواء للطائفة أو الأجانب أو المصريين، ويلاحظ أيضا كذلك وجود كاميرات خاصة بقنوات فضائية أجنبية تجهز لتقرير شامل عن الطائفة والمسجد.


وتاريخيا تعود نشأة تلك الطائفة إلى عام 548 هجريا ،حيث حدث انقسام بين أولاد الحاكم من المستعلية والنزارية وانقسمت المستعلية إلى البهرة والأفغانية وخرجوا جميعًا من مصر عقب مجيء صلاح الدين الأيوبي الذي أنهى الوجود الشيعي في مصر، إلا أن الرئيس السادات سمح لهم بالعودة إلى مصر وتجديد مسجد الحاكم بأمر الله ،لما كان يربط السادات من علاقات طيبة بشاه إيران.

البهرة لا يُظهرون شعائرهم إلا أن أعدادهم تتزايد، وهم فئة متمايزة في الشعائر والملبس والطقوس والانغلاق، وتتزايد أعدادهم داخل مصر التي يمتلكون فيها القصور والعمارات ولا يذهبون إلى المدارس في مصر، بل يُدرّسون لأنفسهم ولا يُريدون الشهادات من أحد، وذلك من أسرار المذهب ولا تزال مخطوطات الطائفة لا يُسمح بطبعها والاطلاع عليها.

ويعتنق البهرة المذهب الإسماعيلي ،وفي عبادتهم وشعائرهم لا يختلفون عن الإمامية في شيء سوى الاعتراف بستة من الأئمة الاثني عشر فقط، من الإمام على حتى جعفر الصادق ،ويأخذون بقيه أئمتهم من سلالة إسماعيل ابن الإمام جعفر الصادق، ولأجل ذلك سُمّيت الطائفة بالشيعة الإسماعيلية تميّزًا لها عن الشيعة الإمامية التي تعتقد بوصيّة جعفر لابنه موسى الكاظم.
الجريدة الرسمية