رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان في الأزهر!


الأزهر ـ كما عهدنا ـ منارة الفكر المعتدل، ومطالبته اليوم بالاجتهاد وبذل الجهود لإنقاذ صورة هذا الدين الحنيف مما أصابها من تشويه، ليست إدانة للقائمين عليه بالتقصير ولا تشكيكا في نواياهم بل إن ثمة اتفاقًا - فيما أعلم- على مصداقية شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، وإكبارا لمواقفه حتى أيام الإخوان حين طالبهم في أوج صعودهم بالتخلي عن الرداء الحزبي تحت قبة البرلمان، وخلع الأيديولوجية خلف جدرانه، والتجرد لترجمة ثورة مصر لواقع أفضل يعيشه الناس، كما حذرهم من المساس بقانون الأزهر.


ولم يرض الرجل بما طلبه منه نظام مبارك بعدم تأييد ثورة يناير، كما لا تخفى مواقفه الداعمة لثورة 30 يونيو التي أكد أن عدم مساندتها عار.. لكن السؤال هنا من المسئول إذن عما وصل إليه الخطاب الديني من تردٍ أنتج كوارث ضربت الشرق والغرب؟

وإذا كانت الدولة بجميع مؤسساتها ومكوناتها مطالبة بالتصدي للإرهاب ـ وليس الأزهر وحده ـ فكيف ينهض الأخير بتلك المهمة الثقيلة التي أكدها الرئيس في احتفالات المولد النبوي حين خاطب رجال الأزهر بقوله "سوف أحاججكم أمام الله يوم القيامة لمسئوليتكم عن نشر صحيح الدين والتصدي للفكر المنحرف"، داعيًا إلى ثورة ضد التطرف، قائلًا لشيخ الأزهر ورجاله "أنت والدعاة مسئولون أمام الله عن تصحيح صورة الإسلام".. كيف يؤدي الأزهر تلك المهمة الكبرى وبين رجاله من ينتمون للإخوان والسلفيين وأصحاب الفكر الجامد؟ 
الجريدة الرسمية