رئيس التحرير
عصام كامل

تفجيرات باريس.. ومن أعمالكم سُلط عليكم


ليس مفاجأة أن يحدث في باريس ما حدث، ولن تكون هذه الحوادث هي الأخيرة في أوربا وأمريكا، ومع التسليم برفضنا هذه الحوادث الإرهابية والدامية، فإنه على الغرب أن يراجع نفسه ولو مرة، نعم.. يراجع ولو مرة ربما يتعلم من تاريخه، ومن مواقفه الدائمة ضد الحق ولا يحكمها سوى مصالحه وليته يحسب حساباته بدقة ولا يتجاهل مصالح الغير!


مجرد سؤال: على مدى التاريخ المعاصر أين كانت مواقف أوربا وأمريكا من قضايانا ؟ أمريكا وأوربا ومنها فرنسا ماذا حدث منهم منذ الأربعينيات وحتى الآن تجاه التيارات الإسلامية الإرهابية ؟ بل إن إنجلترا سبقت الجميع إلى عام 1928 عندما كانت وراء حسن البنا ودعمته ماديا؟

وفى عام 48 كانت أمريكا من خلال السفير الأمريكى واتفاقه مع حسن البنا على التعاون معًا بحضور اثنين من القيادات منهم محمود عساف الذي كشف هذا ابنه أيمن عساف، وطوال الخمسينيات كانت أوربا وأمريكا تدعم كل الأنشطة الإرهابية واحتضان الهاربين من العدالة، وقدمت لهم كل الدعم ليكونوا مواطنين يحملون الجنسية، وكأن الأمر عادي جدًا وذلك تحت شعار حقوق الإنسان؟ وطوال السبعينيات دعمت أمريكا وأوربا كل التيارات الإرهابية وعلى رأسهم "الإخوان" الإرهابية، بل هي التي صنعت أسامة بن لادن وطالبان..الخ. 

والطبيعى كانت تقوم بالانقلاب عليهم، بل تتخذ منهم ذريعة للهجوم على الإسلاميين سواء الإرهابيين والتي قامت هي برعايتهم أو أي آخر يرفع شعارًا إسلاميًا.

ولو نظرنا فقط لما فعلته أوربا والأمريكان بعد ثورة 30 يونيو، لقد تركت فرنسا وأوربا وأمريكا بلادها لتكون منابر للإخوان للهجوم على مصر وقيادتها، لم يحدث خروج أي رئيس أوربي أو أمريكى برفض الإرهاب التي تمارسه جماعة الإخوان في مصر..!!

بل وجدناهم يتبنون أفكارهم ويدافعون عنهم ويطالبوننا بغض النظر عن إجرامهم وإرهابهم وإدخالهم الحياة السياسية، لم نر أوباما أو أي رئيس أوربي يقدم العزاء في شهداء مصر من الشرطة أو الجيش منذ سقوط عصابة الإخوان! لم نر مجرد رفض أوربا والأمريكان حرق عشرات الكنائس المصرية في سابقة غريبة تدهش صاحب كل عقل !

والغريب أن هولاند الرئيس الفرنسى خرج بتصريح غريب يؤكد العصبية ضد المسلمين وذلك عندما قال إن الإسلام ليس له علاقة بالحادث وإنما هم المسلمون! وهذا يعنى المسلمين وليس الأفراد الفرنسيين الذين تربوا ونشأوا في باريس، وهذا يكشف ما يدور في الخفاء ضد العالم الإسلامي في الأيام القادمة، فمثلما حدث بعد 11 سبتمبر 2001 من هجمات على كل ما هو إسلامى.

أعود لأقول إن ما حدث من أيدٍ فرنسية ربما يكون جرس إنذار لأوربا وأمريكا لمراجعة أوراقهم، فهم وراء كل الجماعات الإرهابية في العالم العربى والإسلامى، ولكنهم لم يكونوا قد تصورا أن هذا سيعود عليهم بنفس ما أرادوا أن يصيبوا غيرهم.

يا أهل الغرب.. من أعمالكم سُلط عليكم..!
الجريدة الرسمية