نحن من نسمح بصناعة الكذب ونصدقه
استفزنى مشهد رؤساء العالم وهم متأبطو الأزرع يجوبون شوارع فرنسا وتناقلتها كل قنوات العالم وهم ينددون بالإرهاب وما زاد استفزازًا لمشاعرى وأعصابى هو رؤية نتينياهو وهو في الصف الأول، فدول صناعة الإرهاب في العالم تندد بالإرهاب.
نعم كان الإرهاب على صحيفة كانت قد نشرت صورًا مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يهاجمها أحد ولكن عندما تعرضت لقائد داعش حدث ما حدث.
لا توجد أي مقارنة بعدد القتلى لدينا جراء الإرهاب بعدد قتلاهم فنزل الجيش يساند الشرطة وعطلت شبكات المحمول والنت وقتل أبرياء من أجل أمن وأمان فرنسا ولم نشاهد نشطاء ولا غيرهم من الداعرين ينددون ويناهضون الجيش والشرطة وحتى لو وجد فلم تتجرأ أي قناة فضائية بتصوير تظاهرات ولا أحاديث تشير إلى هذا وأنا أؤكد أنه عندما يكون الأمر ضد أمن أي دولة كبرى من أوربا أو أمريكا فكل شعوب هذه الدول على وتيرة واحدة يعلمون بأنه لا حقوق للمواطن إذا تعارض مع أمن الوطن فلا تجرؤ أي قناة أن تعرض ما يتعارض مع سياسة الدولة وأمنها.
فلماذا لم يتعاطف معنا أي رئيس دولة من هولاء وجاء ليتأبط ذراع رئيسنا في الكم الهائل لدينا من جراء الإرهاب وهم من صنعوه وصدروه لنا ؟
ولم نسمع بمنظمات حقوق الإنسان إلا عندنا نحن في الشرق الأوسط وكلهم يسعون لخراب وتقسيم دول الشرق في أمور ظاهرها خير ولكنها تبطن كل شرور العالم مجتمعة.
فلماذا لم أسمع من كان يقول إن الجيش لحماية حدود الوطن فقط ؟ وماذا عندما شاهد جيش فرنسا في كل شوارعها من أجل الهجوم على صحيفة وهنا في مصر سمعنا الهجوم الشرس على الشرطة والجيش عند محاربة الإرهاب والتنديد بهما ومحاولة تشويه صورتهما أمام الشعب المصرى.. والغريب أن هذه الأحاديث القذرة كانت تذاع على كل القنوات.
فماذا لو حدث هذا في فرنسا؟ بالطبع كان سيحدث كما حدث في تركيا كانت ستتعامل معهم الجيش والشرطة بكل قسوة ولم تتجرأ منظمات حقوق الإنسان بالتدخل أو مجرد التفوه بكلمة.
الإرهاب لا يريد لا التنمية ولا البناء فهو يسعى دائمًا للخراب وتشجعه النفوس الخربة والعقول الخاوية والحمقى الذين يعيشون معنا فما حدث في فرنسا وما حدث أمريكا 11 سبتمبر سينتشر في العالم كله إذا لم يتأبط رؤساء العالم ويتكاتفوا من أجل الكف عن تمويل وصناعة الإرهاب وتصديره للشرق الأوسط ثم يصرخون عندما يصابون ما أصابنا من إرهاب زرعوه هم في أراضينا.
وهل سيتجرأ أحد مهما كان من الصحافة الأوربية أو الإعلام الأوربى بطلب الإفراج عن معتقلين أو مشتبه بهم أو التدخل في أحكام القضاء كما يحدث في مصر ؟
بالطبع مستحيل وذلك لأنه أمن دولة عظمى تحترم قوانينها، أما نحن فلدينا أبواق مجرد أبواق صنع منها الإعلام بالكذب نجوم سياسة وهم في الأصل "كمبارس" كما صنعت منظمات المجتمع المدنى وتجرأت وعملت من نفسها جامعة وأصدرت شهادات دكتوراه وأعطتها لأشخاص لا مؤهلات لهم ولا مواهب فهم لا يريدون بها وظيفة ولكنها لتلمعهم أمام الناس واستغلال هذه الألقاب المزيفة أمام المشاهدين في "الميديا" وعند الترشح لمجلس الشعب.
فنحن من نسمح بصناعة الكذب ونصدقه ونتعامل على أساسه في كل نواحى الحياة.. إن كل الأمور الفاسدة متشابكة وتؤدى في نهاية الأمر إلى كوارث متعددة لها أشكال مختلفة الفساد الإدارى والفساد الأخلاقى والفساد التعليمى مهدوا أرض مصر لزراعة الإرهاب وجعلت من عقول المصريين مؤهلة لتصديق الأكاذيب والكذابين والأفاقين وكلها أسباب لما نعانيه وسنعانيه مستقبلا.. فلك الله يا مصر.. حماك الله ورعاك.