رئيس التحرير
عصام كامل

بشار عنده حق


لم يخطئ المجرم بشار الأسد عندما قال لصحيفة "صنداى تايمز" البريطانية، إن "تنحيه عن السلطة ليس هو الحل، ولن يوقف القتال"، والحجة التى قالها الديكتاتور هى ما حدث فى ليبيا ومصر واليمن.. وهذا صحيح، فإزاحة مبارك لم تحل المشكلة. بل عقدتها، وأصبحنا أسوأ مما كنا عليه قبل ثورة يناير بكثير، فعلى سبيل المثال لم يسقط كل هذا العدد من الشهداء فى العهد السابق، ولم يتم الاعتداء على مؤسسات الدولة وتحطيمها.. ولم تنتهك الحريات العامة والفردية بهذه الصورة البشعة.


إذن.. بشار عنده حق، مثلما كان مبارك محقاً عندما قال "أنا أو الفوضى"، فالحقيقة أن البديل فى سوريا هو أيضاً الإخوان وأنصارهم من السلفيين والجهاديين، ومن سوء حظ الشعب السورى أن ثورته حدثت بعد أن ظهرت الكوارث فى مصر وتونس وليبيا، ولو أن السوريين عجلوا بثورتهم بعد الثورة المصرية مباشرة، لتمت إزاحة النظام هناك بسهولة.

هل معنى ذلك أن نقبل "بشار" أو نعيد "مبارك"؟.
 
للأسف السؤال مؤلم، ولكنه اضطرارى دفعنا إليه من يحكمون الآن، والإجابة بالطبع لا، ففى مصر من المستحيل العودة إلى الوراء، وها نحن نخوض وسنخوض حرباً دموية شرسة ضد نظام فاشٍ، وفى سوريا لابد من مقاومة بشار حتى النهاية، ولكن مع الاستفادة مما حدث فى مصر وتونس على وجه الخصوص.. فلا يجب أن يزيحوا ديكتاتورا لكى يسلموا البلد إلى ديكتاتور أبشع منه، ليس لدى خطوات عليهم اتباعها، ولكن من المؤكد أن هناك طريقة يستطيعون من خلالها، ليس منع الإخوان هناك وحلفائهم من الحكم، ولكن منعهم من سرقة سوريا "كلها على بعضها".

الجريدة الرسمية