رئيس التحرير
عصام كامل

11 يناير 1991 بداية النكبة.. قرار الكونجرس باستخدام القوة ضد العراق بعد غزو الكويت.. صادق: سبب في توتر العلاقات بين الأنظمة العربية والأمريكية.. زهران: خطوة لاحتلال العراق وتفتيت الوطن العربي


يصادف اليوم ذكرى 11 يناير 1991، وهو اليوم الذي حصل فيه الرئيس الأمريكي على الموافقة بأغلبية ساحقة من الكونجرس على استخدام القوة ضد العراق لإرغامه على الانسحاب من الكويت بعد الغزو العراقى للكويت، هذه المواجهة التي كانت المسمار الأول في نعش العراق قبل تدميره وغزوه بالكامل.


ودخلت القوات الأمريكية والقوات المشتركة إلى الخليج، وأخرجت الجيش العراقي من الكويت، ولم تشأ أمريكا أن تدمر النظام العراقي في ذلك الوقت لأنه كان ما يزال يحتفظ ببعض القوة، وأيضا لكي يبقى نظام صدام حسين يشكل تهديدا لدول الخليج لتبرير وجود القوات الأمريكية في الخليج ولتبرير معاهدات الحماية التي وقعتها دول الخليج مع أمريكا ولتبرير تزويد دول الخليج بالأسلحة وبأنظمة الدفاع العسكرية.

توتر العلاقات العربية الأمريكية
وفى هذا الإطار يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، تداعيات هذا القرار أن معظم الأنظمة العربية انضمت لهذا التيار وكانت بعض الأنظمة ترسل مقاتلين ليساعدوا على حل القضية، وبالرغم من ذلك كان الإعلام الأجنبي يقاتل من أجل أن يظهر العرب والمسلمون كقتلة وقاطعي رءوس وحدث من وقتها توتر كبير في العلاقات بين معظم الأنظمة العربية وإدارة بوش.

وتابع صادق: توترت علاقة إدارة بوش والدول العربية كمصر والسعودية، واستمر التوتر لفترة طويلة، وتستمر تداعيات التوتر في العلاقات إلى الآن.

وأشار إلى أن تيارات الإسلام السياسي حاولت تقديم نفسها على أنها البديل المتاح أمام الإدارة الأمريكية وبدأت العلاقات بين الإدارة والتيارات عن طريق تمويل الجماعات وجماعات المجتمع المدنى حتى يحدث تحول يفيد الإدارة الأمريكية.

فرض حصار
وأشار الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إلى أن بداية التدخل الأمريكى تسببت في فرض حصار وضرب طوق من العزلة حول العراق عبر سياسة العقوبات التي أنهكت العراق وجعلته لقمة سائغة عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية اقتناص الفريسة دون أن تدفع القوة المعتدية أي ثمن يذكر.

وعصفت بالنظام العربي ومزقت الوجدان القومي وأضعفت الأمة وأفسحت المجال للتدخل الخارجي وخلقت تداعيات انهيار إضافية في المنطقة، إلا أن ذلك لم يكن كل شيء؛ لأن ما هو أخطر من احتلال العراق العابر للكويت هو هذا الاحتلال الأمريكي الدائم للعراق.

ندفع الفاتورة
ولفت زهران، إلى أن تداعيات هذه الحرب تدفعها المنطقة إلى الآن من تدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وإبداء آراء الإدارة الأمريكية وأيضا تمويل المنظمات الحقوقية والمعارضة في كل الدول العربية بعدما استشعرت الإدارة الأمريكية أن الإدارات العربية لم تساعدها في مواجهة الإرهاب، ظنا منها أن المعارضة ستكون أفضل حالا، وثبت ذلك عندما قام الرئيس المعزول بوقف حماس عن الرد على الهجمات الإسرائيلية بكل سهولة ويسر.

مخطط مسبقا
وفي نفس السياق قال الدكتور جمال سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس،الولايات المتحدة الأمريكية كانت تخطط لاحتلال العراق عبر سيناريو يبدأ باحتلال العراق للكويت، وهو ما أكده قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال "شوارسكوف"، الذي قال: إن الجنرال كولن باول رئيس هيئة الأركان المشتركة في عهد الرئيس بوش الأب طلب منه وضع خطة في العام 1988 لإخراج القوات العراقية من الكويت وذلك قبل عامين من دخول الكويت، هذا التاريخ الذي شكل بداية المخطط الأكبر وهو احتلال العراق حيث سقط النظام العراقي بقيادة صدام حسين في الامتحان الصعب2 أغسطس 1990.

تمويل المعارضة
وبدأت العلاقات العربية الأمريكية تتغير منذ الغزو الأمريكي وحاولت الإدارة الأمريكية تمويل المعارضة في معظم البلدان العربية لشعورها أن النظم الموجودة لم تساعد الولايات المتحدة على مجابهة الإرهاب كما يدعون، ثم بعد ذلك قام مجلس الأمن بفرض عقوبات اقتصادية على نظام صدام حسين.

وبعد اثنتي عشرة سنة من الحصار واختراق البنية الداخلية للنظام تمكنت أمريكا من القضاء على هذا النظام الذي كان يشكل خطرا على أمن إسرائيل وذلك لتحقيق أمن إسرائيل، ومن أجل نهب ثرواته النفطية، بعد أن خلقت أمريكا عدوا وهميا من الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر حيث ربطت بين الإرهاب وأحداث 11 سبتمبر وبين نظام صدام حسين، بعد أن اتهموه بامتلاك أسلحة دمار شامل.
الجريدة الرسمية