فساد الأخلاق.. وماذا طالب الرئيس؟!
أليست الثورة - أي ثورة - هي هدم التخلف وإزالة أسبابه، ونشر قيم جديدة تعلي من العدالة الاجتماعية، وتحض على المساواة والمواطنة، والتفكير العلمي، والتسامح والرقي الأخلاقي.. وإلا فلماذا قامت الثورة من الأساس؟!
هل وصلت الثورة لجذور الفساد، وخصوصًا فساد الأخلاق والانفلات السلوكي والترهل والعشوائية؟.. هل تغيرت ثقافتنا ومفاهيمنا بعد ثورة يناير؟.. هل وصلت الثورة حتى لمرشحي الرئاسة في فترات سابقة؟.. هل التفت واحد منهم إلى ضرورة تنقية المجتمع من رواسب الجهل والأمية وفساد الأخلاق والتصورات والمفاهيم المغلوطة؟
للأسف لم يضبط أحد المرشحين للرئاسة منذ 2012، وحتى الانتخابات الأخيرة، ملتفتًا لذلك البعد الغائب في مجتمعنا، باستثناء الرئيس السيسي الذي طالب منذ كان مرشحًا ولا يزال، بإحداث ثورة أخلاقية ثقافية تبدل التردي رقيًا، وتحيل التشوش الذي تسبب فيه الاستقطاب الديني، إلى يقين مطمئن بضرورة الإنتاج والكف عن الجدل ورفض المتاجرة بالدين والخداع بشعارات زائفة يتستر أصحابها برداء الدين، حتى إذا ما تسلموا سلطة أو وصلوا إلى منصب، لم نجد لهم أثرًا أخلاقيًا فيه، مثلما تعامل الإخوان مع الدولة حين صعدوا لسدة الحكم..
فهل أصدروا مثلًا، قانونًا - وكانوا أغلبية في البرلمان - يجرم الخمر أو يحرمها.. كلا، بل إنهم كثيرًا ما قاتلوا باسم الدين وحاربوا الدولة، واتهموها بالتعامل في الربا حين كانت تقترض شيئًا من صندوق النقد الدولي، ولما وصلوا للحكم كانوا يلهثون للحصول على 4.8 مليارات دولار قرضًا من ذات الصندوق.. ولم يروا في ذلك غضاضة لكنه ماطلهم، ولم يمنحهم شيئًا.. أرأيتم أكثر من ذلك ازدواجية وتنطعًا في الدين؟!..