رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة التيار المتأسلم.. وزمن التدين الشكلي


لم يعد السؤال هل نحن في حاجة لثورة أخلاقية في المفاهيم والقيم والتصورات والعادات، بل أصبح كيف نحقق هذه الثورة.. ومن المنوط به قيادتها.. فالمصريون أكثر أهل الأرض تدينًا.. لكنه للأسف تدين شكلي لا يترك أثرًا في سلوكهم، ولا يغير شيئًا من واقعهم المتردي.. فهم يمارسون طقوسًا دينية بعيدة عن التدين الحقيقي كما يقول د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي، ورغم أنهم الأكثر أداءً للحج والعمرة كما تقول الأرقام والإحصائيات فإن المحصلة النهائية هي شيوع قيم التواكل والفوضوية والفهلوة والمحسوبية والوساطة وغيرها..


وزاد الطين بلة ظهور التيارات الدينية على سطح السياسة في مصر، ما أفسد السياسة وشوه الصورة النقية للدين الحنيف.. وليس بعيدًا عنا ما أثير مؤخرًا عن قهوة الملحدين التي داهمتها محافظة القاهرة، وأثارت تعليقات وردود فعل ناقدة على صفحات الفيس بوك.. فمتى كان شرذمة من المصريين يجاهرون بإلحادهم إلا في هذا الزمن الذي طفحت فيه آفة الإرهاب والتطرف والغلو باسم الدين.. والدين منهم براء !!

ما سبق يدعونا للتساؤل ماذا كسب الإسلام والأمة الإسلامية بصعود التيار المتأسلم في أقطارها ودولها التي تعاني وحدها آفة القتل باسم الدين، والتخلف العلمي والتراجع الاقتصادي وتدهور منظومة القيم وانقسام المجتمع من الداخل.
الجريدة الرسمية