رئيس التحرير
عصام كامل

الاسم ثلاثي أو حفظ القضية!


ماذا لو اعتدى عليك شخص بالسب أو باليد؟ فهناك شيء من اثنين لا ثالث لهما، إما أن تأخذ منه قصاصك في الحين وربما يصل الفعل ورد الفعل إلى أن تقتل من اعتدى عليك، وحينئذ ستجد الشرطة قضية ساخنة للقبض على القاتل لمحاكمته بتهمة القتل والحكم عليه بالإعدام.

وهذا غير النيل من سمعته وسمعة أهله، وغير ما سوف تكتبه الصحافة ما إذا كان شخصية عامة، من أنه كان يجب عليه اللجوء إلى الشرطة والقضاء وهي المنوطة بأخذ الحقوق.

ولكن ما بالك بما حدث في تلك القضية من أن شخصا في مركز مرموق وشخصية عامة وتعدى عليه شخص بالسب والضرب، حاملا الشخص المعتدي نبوتا ومطواة وقضيب حديدي يطلق عليه (سنجة)، وقام المجني عليه أمام الناس بصد الضربات وعدم الرد على بذاءات الشخص الآخر (الجاني)، وكل ما فعله هو اللجوء إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة مع إرفاق الكشف الطبي بالمحضر لإثبات حالة التعدي، فحررت جنحة ولكن للأسف في المحضر لم يذكر المجني عليه غير اسم الجاني فقط فهو لا يعرف غير اسمه وعنوانه فقط.

وبعد شهور عديدة تجاوزت السنة تقريبا، حفظت القضية لعدم ذكر الاسم الثلاثي للجاني، فتظلم المجني عليه وبالكاد استطاع أن يعرف اسم أب الجاني، فأصبح الاسم ثنائيا ولكن حفظت القضية أيضا للمرة الثانية لنفس السبب، وهو وجوب ذكر الاسم الثلاثي للجاني.

فعجبت على حكم القضاء المصري، فهل كل شخص تقابله في الشارع ويقوم بالاعتداء عليك يجب أن تحصل على بطاقته وتكتب كل بياناته: الاسم الثلاثي طبعا وعنوانه المكتوب بالبطاقة، وتتأكد إن كان عنوانه في البطاقة هو عنوان السكن أم لا، وكذلك تعرف جيدا مقاس حذائه وإن كان متزوجا أم لا.

ومن المفترض أيضا أن أعرف أسماء أولاده الثلاثية.. الثلاثية فلا تنسى الأسماء الثلاثية.. أم يجب أن تصطحب معك شخصا آخر معه كاميرا عند قيام شخص بالتعدي عليك، كن متحضرا ولا تضربه ولكن دعه يضربك واغمز لصاحبك بتسجيل الواقعة فيديو، ثم بكل أدب اطلب من الشخص الذي اعتدى عليك بطاقته لتقوم بتسجيل بياناته لعمل محضر له لسجنه.

إنني أترحم على ما قبل ثورة يناير عندما كنا نتصل مجرد اتصال بالشرطة، كانت تأتي لتحرر المحضر في موقع الجريمة، فهل يجب على كل شخص مهما كان مركزه الاجتماعي أن يكون في جيبه مطواة أو شيء من هذا القبيل لأخذ حقه من أي معتدٍ؟ هل أصبحنا في غابة؟

مجرد سؤال إلى وزير الداخلية ووزير العدل.. 
الجريدة الرسمية