تفاءلوا بالقادم !

إننا اليوم ورغم ما حدث من انفراجة في أزماتنا الخانقة -لاحظ اختفاء أزمات يومية طاحنة كانت تطل علينا في مثل هذه الأيام من كل عام مثل رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز والسولار- لكننا لا نزال في حاجة لثورة أخلاقية تطهرنا مما لحق بنا من انحطاط وتراجع في منظومة القيم والمثل العليا..

نحن في حاجة لثورة ثقافية لتغيير أنماط التفكير وثقافة العمل والعادات المرذولة وتحسين السلوك البشري، والفهم الخاطئ للدين وهي مهمة لا تتحملها جهة واحدة بمفردها بل تحتاج لتضافر المجتمع مع مؤسسات الدولة وفي القلب منها الأزهر والتعليم والأوقاف والثقافة والإعلام والأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني كافة..

نحن في حاجة لصياغة أهداف قومية يلتزم الجميع بها مثل النهوض بالتعليم أم المشكلات وأول طريق الإصلاح الحقيقي لإنهاء الأمية ورفع مستوى الخريجين بما يواكب احتياجات سوق العمل، وكذلك البحث العلمي ومقتضياته وهو ما يحتاج لحلول جذرية يدرك الرئيس جيدًا مدى خطورتها وضرورة الإسراع بها.

أمام مصر تحديات هائلة في عام 2015 وسوف تشهد بدايات هذا العام حدثين مهمين هما الانتخابات البرلمانية والمؤتمر الاقتصادي.. فبالأول تكتمل استحقاقات خارطة الطريق ومؤسسات الدولة.. وبالثاني تستعيد مصر عافيتها الاقتصادية.. لكنهما مجرد في معركة طويلة مع الإرهاب والتخلف والتجريف الذي طال كل شىء.. تفاءلوا بالقادم فهو أفضل مما مضى بشرط أن نعمل جميعًا على قلب رجل واحد لتعويض ما فات وهو لو تعلمون كثير كثير!