رئيس التحرير
عصام كامل

الأوقات العصيبة.. وتخاذل رجال الأعمال!


لقد مرت مصر بأوقات عصيبة توجع لها ضميرها، من قتل لشبابها وحرق لمؤسساتها وتضييع لهويتها منذ ظهر الإسلام السياسي على السطح، وظهرت معه حمى الصراع والتكالب، وكان الشعب يظنهم يشعرون بأوجاعه، ويتألمون لآلامه لكنه اكتشف أنهم جائعون للسلطة، يدوسون في طريقهم إليها كل قيمة، وأتوا بما كانوا يعيبونه على النظام الذي أسقطته ثورة يناير.


لقاءات الرئيس وزياراته الخارجية أعادت مصر للمسرح الدولي لاعبًا لا يجوز تخطيه أو إغفاله في المعادلة الجديدة للمنطقة بحسبان مصر- الموضع والموقع - مفتاح الحل لكثير من المعضلات التي خلفتها أحداث الثورات العربية ومسعى الدول الكبرى للسيطرة على المنطقة.. 

الأمل معقود أن تكون رسائل الأمل ومبشراته بداية حقيقية للتغيير، وأن يكون أعضاء الحكومة جميعًا على مستوى فهم الرئيس وطموحاته.. وأن يسهم كل واحد منهم في إحداث تغيير حقيقي وجوهري في مجاله في ظل الظروف الصعبة والمواجهة الحاسمة مع الإرهاب ومع أطراف خارجية، قد ترتفع معها درجة المواجهة والأعباء.

كما نرجو للعام الجديد، أن يشهد معالجة حقيقية لأخطاء جسيمة وقعت فيها بعض نخبتنا ومثقفينا وإعلاميينا الذين تسببوا بحسن نية أو سوء قصد، في تغييب الوعي وتشويشه، وتزوير التاريخ وهدم قواعد الاستقرار، كما أحدث بعضهم حالة انفلات وتسيبا إعلاميا فتح أبوابًا للصراع والانقسام خصوصًا بين ثورة يناير وثورة 30 يونيو، وتنكروا لدورهم في بناء مواطن أكثر رشدًا واستنارة، وهو ما هدد استقرار الدولة المصرية.

وينبغي حسم هذا الملف، خصوصًا الفضائيات والإعلام الخاص والتأكد من مصادر تمويله ودرجة التزامه بالرسالة الإعلامية التي تصب في صالح الوطن؛ حتى يعدل وجهته ويحارب مع الدولة معركتها في بناء مصر واجتثاث الإرهاب.

لا شك أن الشعب كان ولا يزال هو شخصية العام وكل الأعوام السابقة، ومن ثم طالب الرئيس السيسي قائد طابور العرض في احتفالات أكتوبر بأن يؤدي التحية لهذا الشعب، عرفانًا بما صنع منذ ثورة يوليو 1952 وحتى ثورة 30 يونيو من إنجازات وبطولات، ويكفي أنه لم يخذل الرئيس كما فعل بعض رجال الأعمال الذين تخاذلوا عن مساندة مبادرة الرئيس بدعم صندوق تحيا مصر، رغم أن بعضهم حصل على قروض وأرضٍ وأثروا ثراءً فاحشًا ولم يردوا هذا الجميل لوطنهم في ساعة الشدة.. وهو ما لن يغفره الشعب لهم.

كما أن الأحزاب والمجتمع المدني مطالبون بسرعة الحركة في الشارع، خصوصًا ونحن على أبواب معركة انتخابات البرلمان لسد الأبواب الخلفية على الفاسدين والمتاجرين بأحلام هذا الوطن بشعارات كاذبة.
الجريدة الرسمية