رئيس التحرير
عصام كامل

وداعًا للإحباط.. فالمحبطون لا يبدعون!


جاءنا عام 2015 بطعم مختلف ومشاعر إيجابية، فها هي الدولة تعود بقوة.. والأمن يتعافى رغم ما نشهده من حوادث إرهابية متفرقة تحصد بخسة زهرة أبنائنا في الجيش والشرطة، ناهيك عما تسببه تلك الجرائم من ترويع للمدنيين الذين يفاجأون بزرع قنابل بدائية الصنع في الأماكن العامة.. لكن ذلك لا ينفي عودة الاستقرار والشعور بالأمان للمواطن في كل مكان على أرض مصر..


كما بدأت عجلة الاقتصاد في الدوران والتعافي، وهو ما عكسته مؤشرات وتقارير المؤسسات الاقتصادية الدولية التي رفعت درجة تصنيف اقتصادنا في الأشهر الأخيرة.. كما أن الدولة ماضية بقوة في تنفيذ مشروعات قومية طال انتظارها مثل مشروع قناة السويس الجديدة التي تحمس الشعب لها، ووفر لها - في سابقة مشهودة - ما تحتاجه من دعم مالي جاوز الستين مليار جنيه رغم ظروفه الاقتصادية المتعثرة.

وإذا كان التفاؤل بالخير مطلوبًا، فالمتشائمون لا ينتجون ولا يبدعون، فإن نظرة فاحصة لمجمل الأوضاع في مصر مقارنة بالأعوام الأربعة الماضية منذ اندلعت ثورة يناير، تدلنا بوضوح على أن الله أنقذ هذا البلد من مصير مظلم كان ينتظره، لو قدر له أن يسير في الطريق الذي خطط له تحالف الشر في الداخل والخارج.

فقد عاشت مصر منذ قفز الإسلام السياسي على سطح الحياة هنا، كوارث ومآسي لا حدود لها، إذ اختطف الإخوان وأشياعهم ثورة يناير رغم أنهم لم يكونوا من صناعها بل وقفوا في البداية على الحياد انتظارًا لما سوف تسفر عنه غضبة الشباب النقي الذي مثل الكتلة الحرجة والطليعة الحيوية لهذه الثورة، ثم انقض الإخوان - كعادتهم- بمساعدة بعض نخبة فاسدة على الثورة والدولة، ولولا ثورة الشعب في 30 يونيو التي صححت المسار وحسمت المعركة، وانتصرت للدولة المصرية التي أريد لها التمزق والتقسيم تحت وطأة "الأخونة" بمعاونة أمريكية تركية، جرى التخطيط لها والتوافق على إجراءاتها بليل.. لولا تلك الثورة لكنا في موقف لا نحسد عليه اليوم.

تعالوا نرفع شعار "وداعًا للإحباط"، وهيا بنا جميعًا إلى العمل والإنتاج والإتقان.
الجريدة الرسمية