رئيس التحرير
عصام كامل

"المغرب ومصر" هل هناك أزمة مكتومة .. شائعة حول دعم القاهرة لـ"استقلال" البوليساريو.. بحث تركيا عن بديل لـ"قطر" في الهجوم على القاهرة.. سببت احتقان سياسي


هجوم التليفزيون المغربي الرسمي على الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقيامه ببث تقريرا تحت عنوان ""الآثار السياسية للانقلاب العسكري في مصر"، زعم فيه، إن "السيسي" قاد انقلابا عسكريا على "المعزول" محمد مرسي، مثل الخبر الأبزر اليوم، والتقطته المواقع والقنوات الموالية لجماعة الإخوان، وتناقلته باحتفاء بالغ مستعيضة بذلك عن الهجوم الذي افتقدته على قناة الجزيرة القطرية، التي مثلت متنفس إعلامي للجماعة منذ عزل مرسي.


وما يدلل على وجود أزمة دبلوماسية اختمرت في الكواليس، امتناع النظام المغربي الرسمي عن التعليق على فحوي التقرير التلفزيونى الذي تم إذاعته، وتأكيدات الخبراء بأن تليفزيون الدولة هناك لن يقدم على مثل هذه الخطوة دون تعليمات عليا، ونالت مباركة "المخزن" -قصر الحكم - هناك.

شائعة البوليساريو

في مقدمة الإشكاليات الثلاثة التي فجرت الأزمة، ونتج عنها إذاعة تقارير تهاجم القاهرة دون مناسبة، حلت قضية استقلال صحراء " البوليساريو"، عقب ترويج شائعة حول دعم مصر لنيل جبهة البوليساريو، الاستقلال بحكم الصحراء المغربية تماشيا مع الموقف الرسمي الجزائري، وعول مروجى الشائعة طبقا لخبير سياسي تحدث لـ"فيتو"، على التقارب اللافت بين مصر والجزائر، خلال الفترة الماضية سبب هذه الشكوك، ومثلت صفقة الغاز الطبيعى الذي أعلن عنها في القاهرة، فرصة مواتية للتعويل على نشر الشائعة وتعزيزها بثمن سياسي سوف تدفعه القاهرة لنظام الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مقابل صفقة الغاز الطبيعى.

وعزز دبلوماسي مغربي في هذا السياق لموقع "أرم" الإماراتى، هذه الشائعة بتأكيده، أن وفدا مصريا، زار الجزائر خلال الأسبوع الماضي، من أجل حضور مؤتمر دولي داعم لجبهة البوليساريو، مما أغضب الرباط.

بديل لقطر

من جهة أخرى كشف الخبير المغربي الذي تحدث لـ"فيتو"، إن زيارة العاهل المغربي محمد السادس إلى تركيا، الأسبوع الماضى وحضوره احتفالات العام الجديد في "إسطنبول"، يبدو إنها حملت صفقة سياسية كبرى برعاية إخوان المغرب، حيث حصل العاهل المغربي على وعود بتقديم "أنقرة" صفقات تسليح هائلة للجيش الملكى، ووعود بدعم بلاده دوليا فيما يتعلق برفضه استقلال الصحراء.

ولفت المصدر إلى إن الخطوة رمت إلى البحث عن بديل عربي يعوض دور قطر في الهجوم على النظام المصري، عقب المصالحة التي تبنتها المملكة العربية السعودية بين القاهرة والدوحة، وهو ما حدث بالفعل ولاقى استحسان حزب العدالة والتنمية -الحاكم- بالمغرب، الذي تبنى زعيمه عبدالاه بنكيران رئيس الحكومة الهجوم على النظام المصري عقب عزل مرسي، وأرجعه البعض حينها إلى توافق أفكاره مع إخوان مصر.

التناوش الإعلامي

وتوافق الخبير المغربي في العلوم السياسية إبراهيم الصافى، على أن هناك أزمة فعلية واقعة، لافتا إلى إن هذا الموقف الجديد يخدم مصالح الإسلاميين في "الرباط"، وهم على رأس الحكومة المغربية، ويعتبرون أن الأمر كان يجب أن يتخد في حينه، ووصفوا الإعلام المغربي بغير المهني، اليوم ينتشون ويعتقدون أنهم كانوا على صواب والدولة على الخطأ، لكن الأمر بعيدا عن القضايا الداخلية بشكل أساسي.

مضيفا: هذا الجدال لا يمكن فهمه بعيدا عن التحولات التي تقع في المنطقة، فمن ناحية لا يعدو هذا الموقف على أنه تغيير لعبة الأدوار بعد المصالحة القطرية المصرية التي أطلقتها السعودية، والتوجه إلى تغيير موقف قطر اتجاه الرئيس السيسي، لذلك فالأمر يتعلق بالحفاظ على التوازنات الجيواستراتيجية ويبدو إن المغرب باتت بديل لقطر الآن.

مذكرا بالمناوشات الإعلامية التي صدت من بعض القنوات الفضائية خلال الفترة الماضية حول "الدعارة" في المملكة وبعض الأمور الأخري، التي سببت حالة من الاحتقان السياسي عول عليها، المتربصين للوقيعة بين البلدين.

فخ الوقيعة

وقال السفير المغربي بالقاهرة محمد سعد العليمي، إن ما بثه التليفزيون الرسمي المغربي بشأن تسمية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ"قائد الانقلاب العسكري" محاولة من شخص غير معروف للوقيعة بين مصر والمغرب.

وأضاف العليمي، الشعب المغربي والحكومة المغربية لا يريدان أن يقعا في مثل هذا الفخ، مطالبا الإعلام المصري والمغربي بالبعد عن أي إساءة للعلاقات بين البلدين.

وقال العليمي "يجب أن تدرك مصر هذا الخطأ للحفاظ على العلاقات بين البلدين، والحذر من تلك المحاولات".
الجريدة الرسمية