ملامح «التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن».. «شلتوت»: كتاب الله يدعو للمعرفة والعلم واستقصاء الحقيقة.. يجب وضع لجان متخصصة للتفسير واستشارة المؤسسات الدينية.. ولابد من الأخذ ب
أصدر للدكتور مسلم شلتوت، أستاذ الفيزياء الشمسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان، كتابا جديدا بعنوان التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم.
وقال شلتوت لـ"فيتو": " انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم من غير المتخصصين سواء في العلوم الفلكية أو في علم التفسير ما أدى إلى الكثير من التفسيرات الخاطئة سواء من الناحية العلمية أو الشرعية".
التفسير العلمي
وأشار في كتابه إلى أنه رغم أن التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم بدأ منذ أكثر من ألف عام عندما ترجمت كتب التراث الإغريقي والهندي والفارسي إلى اللغة العربية في العصر العباسي، وممن تناوله من الأولين الفيلسوف الصوفي "أبو حامد الغزالي" والفيلسوف ابن رشد.
وأوضح أنه كان يوجد معارضون ومؤيدون لفكرة التفسير العلمي للقرآن الكريم خاصة في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين، وسوف نتعرض في هذا البحث لرأي الفقهاء والفلاسفة والعلماء في ألف عام في هذا الشأن.
الدعوة للإسلام
وأكد أن التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم هو دعوة لدين الإسلام في عصر العلم، وأنه من أسباب الحضارة العربية والإسلامية التي ازدهرت في العصور الوسطى، بينما كان الغرب في ظلام الجهل الكامل، مشيرا إلى أن القرآن يدعو للمعرفة والعلم واستقصاء الحقيقة والتفكير والتدبر.
وأشار إلى أنه يجب عند التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم أن يكون التفسير مبنيا على حقائق علمية ثبت يقينها وأن يبتعد المفسر عن النظريات والفرضيات العلمية التي لم ترق إلى مستوى الحقيقة لأنها قابلة للخطأ، مؤكدا أنه إذا تم تفسير القرآن بها فيكون بذلك حمل القرآن خطأها إذا ثبت نقيضها، خاصة إذا ترجمت هذه التفاسير للغات أجنبية أخرى، فلن يحمل الأجنبي الخطأ للمفسر بل سيحمله للقرآن نفسه، وهنا تكون الدعوة لدين الله بالسلب وليس بالإيجاب.
كتاب هداية
وأكد أنه لا يمكن أن يكون القرآن الكريم منطلقا للعلوم الطبيعية والهندسية والطبية وغيرها من العلوم الدنيوية، لأنه في الأصل كتاب هداية، مشيرا إلى أنه لا يحوي مبادئ أو مداخل لتدريس هذه العلوم والبحث فيها، رغم احتوائه على إشارات علمية في بعض الآيات الكونية، وهذه الإشارات للتأمل والتدبر والتفكير في عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى.
ونوه إلى أنه لا يمكن أن يكون القرآن الكريم حكمًا بين النظريات العلمية الحديثة وذلك بترجيح نظرية على أخرى، على أساس أن هناك بعض النصوص القرآنية قريبة من هذه النظرية أو الفرضية وبعيدة عن الأخرى، وقال: "يجب أن ننأى بالقرآن الكريم بعيدا عن ذلك لأنه أسمى وأرقى بينما نجاح نظرية على الأخرى متروك للعلماء والمتخصصين وللتقدم العلمي والتكنولوجي في القرن الحالي والقرون القادمة".
وأوضح أن الإشارات العلمية في القرآن الكريم، وحتى إذا وصلت لمستوى الإعجاز العلمي يجب ألا يتم الركون إليها لكن يجب الأخذ بالأسباب وهو العلم والتكنولوجيا، لمواجهة أعداء الإسلام ودون ذلك يصير الإعجاز العلمي في القرآن الكريم مواجهة سلبية وخداعا للنفس أمام الغرب والدول المتقدمة.
لجان متخصصة
ونوه إلى أن التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن الكريم يجب ألا يكون قاصرًا على العمل الفردي فليس في مقدور العالم الطبيعي الإلمام بكل ما هو مطلوب للتفسير من لغة عربية سليمة وعلم تفسير وغيره، وليس في مقدور عالم الشريعة والدين الإلمام الكامل بالعلوم الطبيعية، ولذلك يجب أن يكون التفسير العلمي للقرآن الكريم نابعا من لجان متخصصة تشمل علماء العلوم الطبيعية والهندسية والطبية وغيرها بجانب علماء اللغة العربية والتفسير والدين.
واختتم حديثه بالقول: "يجب أن يتم الاتفاق على تفسير كل آية ثم عرض ما اتفق عليه من تفسير على لجنة كبار العلماء بالأزهر والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لإقراره قبل نشره على المسلمين حتى لا تحدث بلبلة".