رئيس التحرير
عصام كامل

وماذا بعد أربع سنوات عجاف؟! (5)


الرئيس السيسي يعول كثيرًا على دور الإعلام والثقافة والمؤسسات الدينية والتعليمية والمفكرين والعلماء في تغيير المفاهيم المغلوطة والتصدي لأفكار التطرف والعنف والإرهاب.. ومن ثم فلا يترك الرجل مناسبة دون التركيز على هذه الرسائل والدفع إليها.. لكن هل قامت مؤسسات الدولة المنوط بها خوض معركة الإرهاب بدورها.. وهل هي مؤهلة بتكوينها الحالي لممارسة هذا الدور؟!


إن قوة مصر الناعمة تراجعت في السنوات الأخيرة لأسباب عديدة، وهو ما تجلى بعد ثورة يناير حين تسابقت النخبة لنفاق الثوار الذين كثرت انشطاراتهم وائتلافاتهم، وزادت سقوف طموحاتهم دون أن يكون لديهم رؤية واضحة للبناء بعد أن انخرط الجميع في الهدم بلا هوادة..

جرت المطالبة بسقوط النظام فسقط.. لكن لم تكن هناك إجابة عن السؤال الأهم.. وماذا بعد سقوط النظام؟.. هل يملك أحد رؤية كاملة لكيفية إعادة البناء؟.. والإجابة معروفة بما جرى من كوارث في جنبات المشهد العام طيلة السنوات الأربعة الماضية.

ولو كان المتاجرون بأحلام الناس وأشواقهم للتغيير يملكون إجابة تعبر بصدق عن آلام المواطن وتطلعاته، لما دخلت البلاد في أتون الصراع والعنف والانقسام.. وهو ما أسقط ورقة التوت الأخيرة عن نخبة منعزلة عن واقعها واكتفت بشعارات باطنها الكذب والفساد وظاهرها الإصلاح.

ونواصل غدًا.
الجريدة الرسمية