رئيس التحرير
عصام كامل

وماذا بعد أربع سنوات عجاف؟! (4)



بدا من الوهلة الأولى أن الهدف هو هدم مؤسسات الدولة ونقض أركانها من جيش وشرطة وقضاء وإعلام..لإحلال نظام جديد أشبه بالنموذج الإيراني ونظام الملالى والحرس الثوري الذي كان هو الأقرب في أذهان من صنعوا الفوضى، ودفعوا البلاد إليها في غير رحمة ولا إحساس بالذنب تجاه الوطن..فالوطن عندهم ليس حدودا جغرافية بل تنظيمًا ممتدًا بلا هوية.

الحفاظ على الدولة والإصلاح التدريجي حتى لا تنهار مقوماتها هو ما يراه الرئيس السيسي أفضل وأصلح في تلك المرحلة؛ نظرًا للظروف الإقليمية المحيطة، قياسًا بما عانته ولا تزال دول الجوار أو دول ما يسمى بالربيع العربي وهو نهج يقابل دعوات البعض بضرورة نسف الحمام القديم وتفكيك مؤسسات الدولة وإعادة بنائها..وهو نهج يستمد وجاهته من دروس التاريخ القريب في دول مجاورة؛ فالعراق مثلًا سُرح جيشها إبان الغزو الأمريكي (2003 ) والأمر نفسه في ليبيا بعد سقوط القذافي..فهل عادت الدولة فيهما أم أن هذا التفكيك كان مقصودًا به إشاعة الفوضى الخلاقة التي بشرتنا بها كوندوليزا رايس يومًا في سياق حديثها عن "الشرق الأوسط الجديد".
ونواصل غدًا..
الجريدة الرسمية