وماذا بعد أربع سنوات عجاف؟! (3)

ثمة من حاول الإيهام بأن الثورة حالة غضب وهدم دائمة لا غاية لها إلا السخط والرفض والإقصاء.. وثمة من صك مصطلح "الفلول" عامدًا ليرمي به أبرياء اضطرتهم ظروفهم للتعامل مع النظام القديم.. ومن منا لم يتعامل مع ذلك النظام الذي قال عنه مرشد الإخوان يومًا "مبارك الأب الروحي لنا جميعًا".. و"إن من حق ابنه جمال الترشح للرئاسة شأنه ِشأن أي مواطن مصري".. فهل نسى الإخوان وأنصارهم ذلك.. أم أنها "التقية" التي تبيح الكذب والموالاة حتى تحين لحظة التمكين والغلبة؟!

لقد اهتز المجتمع المصري هزات عنيفة بعد ثورة يناير.. هزات زلزالية أخرجت أسوأ ما فيه كما قدمت في بدايات الثورة أجمل ما عنده.. هزات زلزلت منظومة القيم والأخلاق التي يصر الرئيس السيسي على عودتها إلى المجتمع؛ فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإنه هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. لقد علت لغة السباب في الشارع والإعلام، وجرى الافتئات والتطاول على كل شيء وأي شيء بدعوى التغيير والثورة على الفساد.. تغيرت مفاهيم وتهاوت قيم اجتماعية تحت سنابك الثورة وتعرض المجتمع لخطر حقيقي بدأ بالنيل من رموزه ومحاولات هدم الدولة واختراع معارك الهوية التي برزت فجأة على السطح وكأن مصر كانت بلا هوية منذ آلاف السنين!!