رئيس التحرير
عصام كامل

المبشرون بحروب المياه.. "كلير": حرب متوقعة في حوض النيل.. سلطان: يؤكد أخطر أنواع الصراعات.. كابلان: حرب مصرية إثيوبية وشيكة.. فيسك: السيناريو يتكرر بين إسرائيل ولبنان وتركيا والعراق


الحروب القادمة لن تكون على النفط أو مصادر الطاقة رغم أهميتها وإنما على قطرة المياه، هكذا يرى متخصصون وسياسيين ومهتمون بالشأن العالمي، مشيرين إلى أن أي تفاوض حول تقسيم المياه في أي نقطة في العالم ما هي إلا مجرد إرهاصات لتلك الحروب، مؤكدين أن هناك مبشرون بتلك الحروب رغم أن دولا عديدة رأت أن هذه نظرة أكثر تشاؤمية وقتامة.


حوض النيل
كان أول من تحدث عن حروب المياه في السنوات الأخيرة معتمدا على أساس علمي ودراسات طبيعية هو "مايكل تي كلير" الكاتب البريطاني الذي تحدث في كتابه "حروب الموارد الطبيعية مسرح الصراع العالمى الجديد" عن الحروب التي تنشب على المياه، خاصة في منطقة حوض نهر النيل.

تزايد السكان
ويرى "مايكل" أن أهم أسباب الحروب على المياه هو تزايد السكان في الفترة المقبلة والحاجة المتزايدة لاستخدام نسبة المياه الثابتة في كل دول العالم وهو ما يدفع البلاد إلى التناحر مستدلا بذلك بعدد من الوقائع مثل صراع إسرائيل والأردن حول نهر الأردن وما فعلته تركيا في الفرات في التسعينيات من القرن الماضى بالإضافة إلى الحروب التي خاضتها مصر من أجل نهر النيل والحفاظ عليه.

أخطر أنواع الحروب
لم يختلف الأمير خالد بن سلطان، الرئيس الشرفي لمنتدي المياه السابق عن وجهة نظر "مايكل" كثيرا في حروب المياه، مؤكدا في كلمته له أن الحروب على المياه هي أخطر أنواع الصراع العالمى لأنها ستكون حربا بلا هوادة، مطالبا أن يكون الأمر برمته تحت سيطرة الأمم المتحدة لمنع هذا الصراع.

حرب مصرية - إثيوبية
نفس الأمر تكرر مع روبرت كابلان، المحلل السياسي الأمريكى، الذي قال في مقال له نشره مركز ستراتفور الأمريكى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والذي يرى فيه أن نقطة المياه في السنوات المقبلة ستكون أغلى من البترول متخذا مثلا من مصر وإثيوبيا، فكل منهما يتزايد عدد سكانه ونصيبهم ثابت من المياه.

ولم يكتف "كابلان" بالتلويح بالحرب بل دخل في تفاصيلها أكثر، قائلا: إن مصر أقوى عسكريا من إثيوبيات، ولكن من أجل الحرب يلزمها تعاون كامل مع السودان وهو أمر مستبعد حاليا نظرا لأن مصر يحكمها نظام عسكري علماني بينما السودان متقاربة مع جماعة الإخوان وهو ما يجعل الحرب صعبة ولكنه خيار غير مستبعد.

فيسك والحرب اللبنانية الإسرائيلية
لم يقتصر مفهوم المياه على دول حوض النيل فقط بل إن المبشرون بحروب المياه يرونها تجتاح العالم أجمع من أدناه إلى أقصاه، وهو ما ذهب إليه الكاتب الأمريكى روبرت فيسك الخبير بشئون الشرق الأوسط والذي يتوقع حربا أخرى في لبنان بينها وبين إسرائيل من أجل الحصول على نقطة مياه وخاصة نهر "الوزاني" الصغير الذي تريده إسرائيل وتدافع عنه لبنان وهو ما دعا "فيسك" إلى القول إن المياه ستكون العامل الحاسم في السنوات المقبلة.

الأكراد والعراق وسوريا وتركيا
جون بولوك الصحفى البريطانى حذر هو الآخر من حروب المياه بعد أن قام بجولة تفقدية لمحنة الشعب الكردى ليكتشف أن المياه سلاح بين الأكراد والعراقيين من جهة وبين سوريا وتركيا من جهة أخرى لافتا أنها ستحسم الحرب في حال نشوب أي صراع.
الجريدة الرسمية