رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. مقابر البساتين تتحول لورش ومشاريع خاصة.. وفرة الأراضي وراء انتشار الظاهرة..أم ندى: «اتربينا فيها».. وصلاح: «شغالين في ملكنا وعايزين نرخص سلاح عشان نحمي نفسنا»


«مقابر البساتين» تحولت إلى مكان لتجمع القمامة وحولها ساكنوها إلى ورش لتصنيع وبيع الحجر الجيري والبلاط ومتطلبات البناء والتشييد.

شعور ينتابك ويرجف جسدك أثناء مرورك من أمام المقابر، فماذا لو كنت تعيش بداخلها مع أموات كادوا أن يثوروا على من يقاسمهم التراب؟ فالمكان هناك يتسع للرقود في باطنه وعلى ظهره، لتستيقظ على منظر الشواهد الصماء، وتنام خائفًا من اللصوص الذين يطرقون الأبواب ليلًا، فلا تسمع سوى صمت الموتى وصراخ أقاربهم، ولا تستنشق غير رائحة العظام بعد تحللها، ولم تسعهم الأحياء الراقية والشعبية أو حتى العشوائيات، فزحفوا نحو الأموات لينعموا براحة البال.


رصدت عدسة «فيتو» حالة ساكني مقابر البساتين، وكيف استغلوا تلك الفجوة لإقامة مشاريع على نطاق واسع ووفرة في مساحات الأرض.

«مقابر أصبحت ورشا»
وتحول عدد كبير من مقابر البساتين إلى ورش للحجر الحراري وأماكن لتربية الأغنام والطيور متناسين حرمة الموتى ومكان فسيح لإقامة مشاريعهم.

«اتربينا فيها»
قالت أم ندي، إحدى ساكني مقابر البساتين إنهم متواجدون في المقابر منذ رؤيتهم للدنيا، فقد ولدت وتربت وتزوجت في مكانها الذي نشأت به نتيجة معرفتهم لبعضهم البعض، موكدة أنهم يشعرون بالأمان وسط أقاربهم بنفس المنطقة معتبرة أن الموت امتياز لم يحصل عليه حتى الآن، فأموات المقابر أكثر راحة من أحيائها، بعد أن وجدت أرواحهم الخلاص قائلة " أنا ولدت وتربيت هنا، ولذلك عندى انتماء للمكان، الإنسان يتمسك بمكان بسبب النشأة، وهناك عوامل أخرى أيضًا غير موجودة في أماكن أخرى مثل الجيرة والترابط وتعاطف الناس مع بعضهم".

وأضافت أم نور أن وظيفة زوجها تدر عليهم دخلًا كبيرًا يمكنه من إيجار شقة في أحد الأحياء الراقية في القاهرة، إلا أنه يتمسك بالمعيشة علشان إحنا اتربينا هنا وحياتنا وأهلنا كلهم هنا.

«شغالين في ملكنا»
فيما قال صلاح نوح غن أغلبية ساكني المقابر يعملون بورشهم الخاصة " الحجر الحراري" والجزء الآخر يعمل في دفن الموتى والمقابر مشيرًا إلى أنهم اتخذوا من المقابر مسكنا آمنًا لهم ولأبنائهم يشعرون فيه بالأمان والطمأنينة وسط ذويهم وأقربائهم مقابل الاهتمام بنظافته وري المزروعات أمامه، موضحًا أنهم وصلوا خطوط المياه والنور إلى منازلهم من خلال الجهود الذاتية بينهم.

«عايز رخصة سلاح»
وأشار إلى أنهم طالبوا الجهات المسئولة بتوفير رخص أسلحة تحميهم من الخارجين على القانون قائلًا: «بنخاف من البلطجية والخارجين على القانون اللي ملوا الأماكن المهجورة بالمقابر وحماية ممتلكاتهم وسياراتهم».
الجريدة الرسمية